نعم
لو فرض كون أكثر الاُمّة من أهل العدالة و العلم و الوعي
السياسي لم يبق إشكال في البين أن تنتخب الاُمّة الإمام مباشرةً، و
لكن هذا فرض نادرٌ بل غير ممكن عادة، فينحصر طريق انعقاد
الإمامة أوّلاً في النصّ من اللّه أو رسوله، و ثانياً مع عدم النصّ تصل
النوبة إلى انتخاب الخبراء من الاُمّة أو أهل الحلّ و العقد بشرط كونهم
ـ مضافاً إلى الاجتهاد ـ أهل العدالة و التقوى، و هم ينتخبون الإمام
الأعظم مباشرةً.
مشروعية
البيعة وسابقتها في الإسلام وسائر الاُمم
نتعرّض
لبعض الآيات و الروايات الواردة في البيعة فنقول:
1
ـ قال اللّه عزّ و جلّ ـ : «لَقَدْ رَضِيَ اللّه عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ
السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً»[2].
2
ـ و قال: «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللّه يَدُ
اللّه فَوْقَ
أَيْدِيهِمْ فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَن أَوْفَى بِمَا
عَاهَدَ عَلَيْهُ اللّهَ
فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً»[3].
[1]
. راجع القانون الأساسي للجمهورية الإسلامية ومجموعة القوانين
لانتخابات مجلس الخبراء المنشور سنة 1377.