............................................................................
ـ
إحدى هذه القبائل من قبيل «تميم» لفظ «البشر» للجسم النامي
الحسّاس المتحرّك بالإرادة الناطق، وتضع له لفظ «الإنسان» أيضاً، وكذلك تضع لفظ
«العين» للباكية والجارية، فهنا يكون المنشأ هو وضع واضعين متعدّدين من قبيلة
واحدة، وهذا القسم لم يشرِ المصنّف إليه.
والصحيح في المقام أن يُقال بأنّ اللّغة على ثلاثة صور:
الصورة الأولى: قد تكون لغة قبيلة
خاصّة[150] من قبيل تميم وربيعة وطي وغيرهم، فالمنشأ في حصول الترادف والاشتراك
هنا هو الوضع خاصّة، سواء كان تعيينيّاً أو تعيّنياً، ولا يُتصوَّر القول الثاني
هنا؛ لأنّها ليست إلّا لغة واحدة، فلا معنى للجمع بينها وبين لغة أخرى.
الصورة الثانية: قد تكون لغة طائفة
خاصّة[151]، فالمنشأ في حصول الترادف والاشتراك هو أحد أمرين:
الأمر الأوّل:
الوضع، سواء كان تعيينياً أو تعيّنياً، وذلك بأن تضع إحدى القبائل كتميم لفظ
«البشر» للجسم النامي الحسّاس المتحرّك بالإرادة الناطق، وتضع له لفظ «الإنسان»
أيضاً.
[150] واللغة تُسند
في أقل مراتبها إلى قبيلة خاصّة، ولا تُسند إلى الأفراد، فلا يقال: لغة زيد ولغة
عمر.
[151] والمقصود من
الطائفة هو عدّة قبائل مجتمعة من قبيل طائفة الحجاز التي تضمّ قبائل تميم وربيعة
وحِميَر وطَي وغيرهم.