بعض مسائل علم الأصول، إذ من لا يعرف اصطلاح »الثقة« كيف يمكنه البحث عن حجية خبر الثقة أو عدم حجيّته؟ وكذا بالنسبة إلى اصطلاح »خبر الواحد« الذي هو من مسائل علم الحديث وما شابه ذلك؟

ثانياً: علم الأصول متقدّم على علم الفقه، وقد قال الشهيد الثاني ; في مقدّمة تمهيده: «أعظم مقدّمات الفقه علم أصوله وعلم العربية، إذ الأوّل قاعدته ودليله والثاني مسلكه وسبيله»[11]، وعليه يكون علم الأصول من العلوم الآليّة المحدودة؛ لأنّ من تقسيمات العلم تقسيمه إلى:

1ـ العلوم الأصليّة: وهي ما تقصد بذاتها، فلا تكون مقدّمة لعلم آخر، كعلم الفقه.

2ـ العلوم الآليّة: وهي ما لم تقصد بذاتها، بل تقع مقدّمة لعلم آخر، وتنقسم إلى:

أ ـ آليّة وسيعة: وهي ما كانت مقدّمة لجميع العلوم كعلم المنطق الذي يقال له: خادم العلوم.

ب ـ آليّة محدودة: وهي ما كانت مقدّمة لعلم خاصّ كعلم الأصول بالنسبة إلى علم الفقه، وعلم الجبر بالنسبة إلى علم الحساب[12].

[11] تمهيد القواعد 1: 24.

[12] منطق المشرقيين، لابن سينا1: 5.