نحمده
على آلائه، ونصلّي على خاتم النبيين محمّد وآله الطاهرين المعصومين(1).
1)
ينبغي في بادئ الأمر الإشارة إلى أمرين مهمّين:
الأمر الأوّل: أهمّية علم الأصول:
تتبلور أهميّة هذا العلم في
تحقّق الهدف السامي الذي يسعى طالب العلوم الدينية إلى نيله وتحصيله، فهو ركيزة
الفقه والأداة التي يستطيع الفقيه من خلالها استخراج الحكم الشرعي، بل لا يُعقل أن
يكون الشخص فقيهاً من دون معرفته الشاملة وجدّه واجتهاده في علم الأصول، ولهذا
يتحتّم على طالب العلوم الدينيّة الاهتمام بمعرفة هذا العلم وبذل غاية الجهد
للوصول إلى حقائقه ودقائقه، وقد أشار العديد من أعلام الطائفة الى هذا الأمر،
منهم:
1ـ قال السيّد الخوئي ;: «فمن لم
يجتهد في المباحث الأصولية لا يكون مجتهداً، بل هو مقلّد
ناقل للمسائل»[8].
2ـ قال السيّد الحكيم ;: »العلم على تشعّب شؤونه وتفنّن غصونه مفتقر
إلى علم الأصول افتقار الرعيّة إلى السلطان، ونافذ حكمه عليها بالوجدان، ولا سيّما
العلوم الدينيّة، وخصوصاً الأحكام الشرعيّة، فلولا الأصول لم تقع في علم الفقه على
محصول، فبه استقرّت قواعد الدين...«[9].
............................................................................
ـ