responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة فی الاجتهاد و التقلید نویسنده : حسينى طهرانى، سید محمد محسن    جلد : 1  صفحه : 511

المفسدة على تقديرها؛ حتّى يکون واسطةً في سلب المصالح أو الإلقاء في المفاسد. ولذا کانت طبقةٌ کثيرةٌ من علماء السلف ـ رضوان الله عليهم ـ يأبون الإفتاء والقضاء والتصدّي للأمور العامّة مع اضطلاعهم بالفقه، وخبرتهم في الفنّ، لکنَّ شدّة ورعهم وتقواهم کانت تمنعهم من جعل أعمال الناس على رقبتهم، مع کونهم معذورين في الفتوى؛ لقيام الحجّة عندهم، لکنَّ الفرار من هذه الأمور مهما أمکن يکون مطلوبًا لهم رضوان الله عليهم.

لکنّ الزمان تغيّر والصلاح قلّ في المشتغلين، فرُبَّ عالمٍ کان مقصده من التدريس نيل الأمور الدنيويّة، والرئاسة ورُبّ طالب علم لم ‌يقصد في تحصيله إلّا الاحترام بين الناس، والتمکّن في القلوب، فيطلب الجاه!

نعوذ بالله، ولا حول و لا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.

شکوى المرحوم النائيني من طلاّب العلوم الدينيّة في عصره

وکان شيخنا الأستاذ النائينيّ ـ قدّس سرّه ـ يقول على المنبر:

«يا أيّها الطّلاب! إنّ العالم النحرير الورع التقيّ الحاجّ ملاّ عليّ الکنيّ ـ رضوان الله عليه ـ کان يشکّ في اجتهاده حيث رجع الناس إليه، وهجموا عليه للتصدّي في القضاء ورفع المنازعات، فاجتمع جميع علماء البلد ونواحيه ممّن يُقرّ هو ـ قدّس سرّه ـ باجتهادهم فشهدوا على اجتهاده[1]؛ لکن أنتم الطلاب يشهد خمسون مجتهدًا في عدم اجتهادکم، ومع ذلک تدّعون الاجتهاد وتنظرون إلى من أنکرکم بنظرٍ خفيف؛ ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم».



[1]ـ راجع: ولاية الفقيه في حکومة الإسلام (النسخة العربيّة) ، ج 2، ص 32.

نام کتاب : رسالة فی الاجتهاد و التقلید نویسنده : حسينى طهرانى، سید محمد محسن    جلد : 1  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست