و (ينظروا إليك غدا) طمعوا فيك و (يقولوا هذا أصل العرب) أى به قوامهم و ثباتهم (فاذا قطعتموه استرحتم) إذ لا أصل لهم سواه و لا لهم ظهر يلجئون به
(فيكون ذلك أشدّ لكلبهم) و حرصهم
(عليك و) أقوى ل
(طمعهم فيك) ثمّ إنّ عمر حسب ما نذكره بعد تفصيلا قد كان
قال له 7 في جملة ما قال: إنّ هؤلاء الفرس قد قصدوا المسير إلى
المسلمين و قصدهم إيّاهم دليل قوّتهم و أنا أكره أن يغزونا قبل أن نغزوهم فأجابه
7 بقوله: (فأمّا ما ذكرت من مسير القوم إلى
قتال المسلمين فانّ اللَّه سبحانه هو أكره لمسيرهم منك) و
أشدّ كراهيّة لذلك (و هو أقدر على تغيير ما يكره).
قال الشّارح
البحراني، و هذا الجواب يدور على حرف، و هو أنّ مسيرهم إلى المسلمين و ان كان
مفسدة إلّا أنّ لقائه لهم بنفسه فيه مفسدة أكبر، و إذا كان كذلك فينبغي أن يدفع
العظمى و يكل دفع المفسدة الاخرى إلى اللَّه تعالى فانّه كاره لها و مع كراهيّته
لها فهو أقدر على إزالتها.
(و أمّا ما
ذكرت من) كثرة القوم و (عددهم فانا لم نكن نقاتل) الأعداء (فيما
مضى) أى في زمن رسول اللَّه و صدر الاسلام (بالكثرة و إنّما
كنّا نقاتل بالنصر و المعونة) أى بنصر اللَّه سبحانه و معونته.
قد أشرنا
فيما مضى إلى أنّ هذا الكلام مما رواه الخاصّة و العامّة، و قد اختلف في الحال
الّتي قاله فيها لعمر، فقيل: قاله 7 له في غزاة القادسيّة، و قيل في
غزوة نهاوند، و لا بأس بايراد ما رووه.