و التّنبيه على حسن مداراته 7
معهم و صفحه عنهم و الغض عن خطيئاتهم على كثرتها كما قال كنايه- حقيقت (و لقد أحسنت جواركم) أي مجاورتكم أى كنت لكم جار
حسن و قد وقع نظير التعبير بهذه اللّفظة في كلامه 7 المأة و التّاسع و
العشرين حيث قال هناك: و إنّما كنت جارا جاوركم بدنى أيّاما، و أراد بمجاورته لهم مطلق المصاحبة و المعاشرة على سبيل الكناية.
و يجوز أن
يراد به معناه الحقيقى، لأنّه 7 ارتحل من المدينة إلى البصرة لجهاد
النّاكثين، و احتاج إلى الاستنصار بأهل الكوفة إذ لم يكن جيش الحجاز وافيا
بمقابلتهم، ثمّ اتّصلت تلك الفتنة بفتنة أهل الشّام فاضطرّ إلى المقام بينهم و صار
جارا لهم كما تقدّم الاشارة إلى ذلك في الكلام السّبعين و شرحه.
(و أحطت
بجهدى من ورائكم) قيل: أراد بالاحاطة من الوراء دفع من يريدهم بشرّ لأنّ العدوّ غالبا
يكون من وراء الهارب.
أقول: بل
الظّاهر أنّه أراد أنّه كان به 7 قوّة ظهرهم و شدّ ازرهم (و
أعتقتكم من ربق الذّل و حلق الضّيم) و الظلم أراد به أنّه دفع عنهم ذلّ الاسر و
ظلم الأعداء، و المقصود حمايته 7 لهم و اعتزازهم به (شكرا
منّي للبرّ القليل) أى ثناء منّى و محمدة لأفعالكم الحسنة على قلّتها (و
إطراقا) أى سكوتا و غضّا (عمّا أدركه البصر و شهده البدن من المنكر
الكثير) و إطراقه عنهم مع مشاهدتهم على المنكرات على كثرتها إمّا لعدم
تمكّنه من الانكار و الرّدع بالعنف و القهر، أولا نجراره إلى ما هو أعظم فسادا و
مفسدة ممّاهم عليه.
قال الشّارح
البحراني: و ظاهر أنّهم كانوا غير معصومين، و محال أن يستقيم دولة أو يتمّ ملك
بدون الاحسان إلى المحسنين من الرّعيّة و التّجاوز عن بعض المسيئين.
الترجمة
از جمله خطب
فصاحت نظام و بلاغت فرجام آن امام أنام است در اظهار حسن رفتار و كردار خود نسبت
بأصحاب و أتباع مىفرمايد: