صريحة في الدلالة على أنّ الافتتان بعده
6 إنّما هو بولاية أمير المؤمنين 7 فهى
رافعة للاجمال في الجواب المرويّ في المتن مبنيّة لكون مراد النّبيّ 6 بقوله: إنّ امّتي سيفتنون من بعدي افتتانهم بها و امتحانهم به
7.
و لمّا كان
ذلك مبعدا لما كان ينتظره 7 و يرجوه من شهادته الّتي بشرّ بها النبيّ و
موهما لعدم تنجّز ما بشّر به و مفيدا لعدم حصوله في زمان النبيّ 6 و حال حياته و كان فيه خوف فوت المطلوب لا جرم أعاد 7
السّؤال تحصيلا لاطمينان القلب كما سأل إبراهيم ربّه بقوله: كيف تحيى الموتى فقال
7 (فقلت أ و ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من
المسلمين و حيزت) أى منعت (عنّي الشهادة فشقّ ذلك علىّ فقلت لي: ابشر فانّ
الشّهادة من ورائك؟ فقال لي: إنّ ذلك كذلك) يعني أنّ الشهادة واقعة لا محالة و إن
لم تكن في زماني و في مجاهداتك الّتي بين يديّ، هذا.
و يجوز أن
تكون الهمزة في قوله: أو ليس قد قلت، لم يرد بها الاستفهام و التقرير، بل
المراد بها الاستبطاء نظير ما قاله علماء البيان في مثل: كم دعوتك من أنّ الغرض به
ليس السؤال و الاستفهام، بل المراد الاستبطاء و هو الوصف بالبطوء أى عدّ المتكلم
المخاطب بطيئا في اجابة الدّعوة، و الغرض من الكلام الشّكاية عن بطوء الاجابة و
الحثّ عليها.
و معنى
الاستبطاء فيما نحن فيه وصف ما قاله النبيّ 6 و ما
بشّر به من الشهادة بالبطوء و الشّكاية من تأخيره فانّه 6 لما أخبر بأنّ الامة سيفتنون بعده أحبّ 7 أن لا يبقى إلى زمان تلك
الفتنة فقال ذلك الكلام استبطاء للشهادة فافهم جيدا.