ثمّ أشار
7 إلى جهة ثالثة للاختلاف بقوله: (تطير و ولدها
لاصق بها لا جيء إليها) أى لائذ و معتصم بها (يقع إذا وقعت و
يرتفع إذا ارتفعت لا يفارقها) في حالتي الوقوع و الطيران (حتّى
تشتدّ أركانه) و جوانبه الّتي يستند إليها و يقوم بها (و يحمله للنهوض
جناحه) و يمكنه الطيران و التصرّف بنفسه (و يعرف مذاهب
عيشه و مصالح نفسه) حسن ابتدا- حسن ختام و لما افتتح كلامه بالتحميد ختمه
بالتسبيح ليكمل حسن الافتتاح بحسن الاختتام و يتمّ براعة الفاتحة ببراعة الخاتمة
فقال (فسبحان البارىء) الخالق (لكلّ شيء على
غير مثال خلا) أى مضى و سبق (من غيره) يعني أنه لم يخلق
الأشياء على حدّ و خالق سبقه بل ابتدعها على وفق الحكمة و مقتضى المصلحة
ظريفة في
نوادر الخفاش
قال تعالى: وَ إِذْ
تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها
فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي قال في التفسير: إنّه وضع من الطّين كهيئة
الخفّاش و نفخ فيه فصار طائرا.
قال الشّارح
في الأحاديث العاميّة قيل للخفّاش: لما ذا الاجناح لك؟ قال:
لأنّي تصوير
مخلوق، قيل: فلما ذا لا تخرج نهارا؟ قال: حياء من الطّيور، يعنون أنّ المسيح
صوّره.
و في البحار
في تفسير قوله: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ
فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ قال: المشهور بين
الخاصّة و العامّة من المفسّرين أنّ الطّير كان هو الخفّاش قال أبو اللّيث في
تفسيره: إنّ النّاس سألوا عيسى 7 على وجه التعنّت فقالوا له: اخلق لنا
خفّاشا و اجعل فيه روحا إن كنت من الصادقين، فأخذ طينا و جعل خفاشا و نفخ فيه فاذا
هو يطير بين السماء و الأرض، و كان تسوية الطين و النفخ من عيسى 7، و
الخلق من اللَّه تعالى و يقال: إنّما طلبوا منه خلق خفّاش لأنّه