responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 250

(و ما خبث سقيه) لكون مائه ملحا اجاجا أو كدرا فاسدا (خبث غرسه) لا يكون له رونق و بهاء و لا لأصله ثبات و لفرعه ارتفاع‌ (و أمرّت ثمرته) و هكذا العمل المشوب بالشّرك و الرّيا يثمر ثمرات خبيثة أعنى ثمرات الجحيم و هى الضّريع و الرّقوم قال تعالى:

طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ‌.

و أقول: قد وقع مثل هذا التّشبيه الواقع في كلام أمير المؤمنين أعني تشبيه العمل بالنّبات في كلام اللَّه ربّ العالمين قال سبحانه في سورة إبراهيم:

أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ.

قال في مجمع البيان «ألم تر» أى ألم تعلم يا محمّد «كيف ضرب اللَّه مثلا» أى بين اللَّه شبها ثمّ فسّر ذلك المثل فقال «كلمة طيّبة» و هى كلمة التّوحيد شهادة أن لا إله إلّا اللَّه عن ابن عباس، و قيل هى كلّ كلام أمر اللَّه به من الطاعات عن أبي علي قال: و إنّما سمّاها طيّبة لأنّها زاكية نامية لصاحبها بالخيرات و البركات «كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السّماء» أى شجرة زاكية نامية راسخة اصولها في الأرض عالية أغصانها و ثمارها في السّماء و أراد به المبالغة في الرّفعة و الأصل سافل و الفرع عال إلّا أنّه يتوصّل من الأصل إلى الفرع «تؤتى اكلها» أى تخرج هذه الشّجرة ما يؤكل منها «كلّ حين» أى كلّ غدوة و عشيّة «باذن ربّها» و قيل:

إنّه سبحانه شبّه الايمان بالنّخلة لثبات الايمان في قلب المؤمن كثبات النخلة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست