و من في من ظاهر للتبيين و التفسير كما
تقول دفعت إليه سلاحا من سيف و رمح و سهم أو للتميز و التقسيم.
المعنى
اعلم أنّ
الشارح المعتزلي ذكر في شرح هذا الفصل من كلامه 7 أنه خطب بذلك بعد قتل
عثمان حين أفضت الخلافة إليه.
إذا عرفت ذلك
فأقول قوله 7 (قد طلع طالع و لمع لا مع و لاح لائح) يحتمل أن
يكون المراد بالجملات الثلاث واحدا، أى طلع شمس الخلافة من مطلعها و سطع أنوار
الامامة من منارها، و ظهر كوكب الولاية من افقه، و أن يكون المراد بالاولى ظهور
خلافته و أمارته، و بالثّانية ظهورها من حيث هي حقّ له 7 و سطوع أنوار
العدل بصيرورتها إليه، و بالثّالثة ظهور الحروب و الفتن الواقعة بعد انتقال الأمر
إليه 7 (و اعتدل مائل) أى استقام ما اعوج من أركان الدّين و
قوائم الشّرع المبين (و استبدل اللَّه بقوم) من أهل الضّلال و
الفساد و هم الخلفاء الثلاث و أتباعهم (قوما) من أهل الصّلاح و
الرّشاد و هم أمير المؤمنين و تابعوه (و بيوم) انتشر فيه الجور و
الاعتساف (يوما) ظهر فيه العدل و الانصاف كنايه- تشبيه (و
انتظرنا الغير) أى تغيّرات الدّهر و تقلّبات الزّمان قال العلّامة المجلسيّ (قد): و
لعلّ انتظارها كناية عن العلم بوقوعه، أو الرّضا بما قضى اللَّه من ذلك، و المراد
بالغير ما جرى قبل ذلك من قتل عثمان و انتقال الأمر اليه أو ما سيأتي من الحروب و
الوقايع، و الأوّل أنسب بالتشبيه ب (انتظار المجدب المطر) لدلالته على
شدّة شوقه بالتّغيرات و فرط رغبته لانتقال الأمر اليه ليتمكّن من إعلاء كلمة
الاسلام و ترويج شرع سيّد الأنام عليه و آله آلاف التّحية و السّلام كما أنّ
للمجدب شدّة الاشتياق إلى الأمطار ثمّ أشار إلى أنّ القيام بامور الأمّة وظيفة
الأئمة فقط، و أنّ موالاتهم و متابعتهم واجبة فقال (و إنّ الائمة) أراد به
نفسه الشّريف و الطيّبين من أولاده (قوّام اللَّه على