الخشب استعارة بالكناية- استعاره
تخييلية- استعاره مرشحة (و ترضّهم) أى
تدقّهم دقّا جريشا (بكلكلها) أى
صدرها شبّه هذه الفتنة بالنّاقة الّتي تبرك على الشيء فتسحقه بصدرها على سبيل
الاستعارة بالكناية و إثبات الكلكل تخييل و الرّضّ ترشيح استعاره بالكنايه (يضيع في غبارها الوحدان و يهلك في طريقها الرّكبان) أى لا يخلص منها أحد و لا ينجو منها لشدّتها و قوّتها، فمن كان يسير
وحده فانّه يهلك فيها بالكلّيّة و إذا كانوا جماعة فهم يضلّون في طريقها فيهلكون،
و لفظ الغبار مستعار للقليل اليسير من
حركة أهلها أى إذا أراد القليل من النّاس دفعها هلكوا
في غبارها من دون أن يدخلوا في غمارها، و أمّا الرّكبان و هم الكثير من النّاس
فانّهم يهلكون في طريقها و عند الخوض فيها.
و على كون
الوحدان جمع أوحد فالمراد أنّه يضلّ في غبار هذه الفتنة و شبهها فضلاء عصرها،
لغموض الشبّهة و استيلاء الباطل، و يكون الركبان حينئذ كناية عن الجماعة أهل
القوّة، فهلاك أهل العلم بالضّلال و هلاك أهل القوّة بالقتل و الاستيصال.
(ترد بمرّ
القضاء) أى بالهلاك و البوار و البلايا الصّعبة و ظاهر أنّها واردة عن
القضاء الالهي متّصفة بالمرارة كنايه (و تحلب عبيط الدّماء) أى الطرىّ
الخالص منها و هو كناية عن سفك الدّماء فيها استعاره (و تثلم منار
الدّين) استعارة للعلماء أو القوانين الشّرع المبين و ثلمها عبارة عن هدمها
و عدم العمل بها كنايه (و تنقض عقد اليقين) أى العقائد الحقّة
الموصلة إلى جوار اللَّه تعالى، و نقضها كناية عن تغيّرها و تبدّلها و ترك العمل
على وفقها (تهرب منها الأكياس) أى ذوو العقول السّليمة (و تدبّرها
الأرجاس) الأنجاس أى ذوو النفوس الخبيثة (مرعاد مبراق) كثيرة
الرّعد و البرق أى ذات تهدّد و وعيد و يجوز أن يراد بالرّعد قعقعة السّلاح و صوته
و بالبرق لمعانه و ضوئه.
(كاشفة عن
ساق) قال ابن الأثير: السّاق في اللّغة الأمر الشّديد، و كشف السّاق مثل
في شدّة الأمر و أصله من كشف الانسان عن ساقه و تشميره إذا وقع في أمر شديد، و في
القاموس يذكرون السّاق إذا أرادوا شدّة الأمر و الاخبار عن