قال: هو الأوّل
ثاني عطفه إلى الثّاني، و ذلك لما أقام رسول اللَّه أمير المؤمنين علما للناس و
قال: و اللَّه لا نفى بهذه له أبدا (قد ماروا في الحيرة) أى تردّدوا في
أمرهم، فهم حائرون تائهون لا يعرفون جهة الحقّ فيقصدونه، و ذلك بعدو لهم عن أئمة
الدين و أدلّاء الشّرع المبين.
روى العلّامة
المجلسيّ من كتاب المحاسن عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن العلا عن محمّد بن مسلم
قال: سمعت أبا جعفر 7 يقول: إنّ من دان اللَّه بعبادة يجهد فيها نفسه
بلا إمام عادل من اللَّه فانّ سعيه غير مقبول، و هو ضالّ متحيّر، و مثله كمثل شاة
ضلّت عن راعيها و قطيعها فتاهت ذاهبة و جائية يومها، فلمّا أن جنّها الليل بصرت
بقطيع غنم مع راعيها فجاءت إليها فباتت معها في ربضها[1]،
فلمّا أن ساق الرّاعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها فهجمت متحيّرة تطلب راعيها و
قطيعها، فبصرت بسرح[2] قطيع غنم
آخر فعمدت نحوها و حنّت إليها، فصاح بها الرّاعي: ألحقى بقطيعك فانّك تائهة
متحيّرة قد ضللت عن راعيك و قطيعك فهجمت زعرة متحيّرة لا راعى لها يرشدها إلى
مرعاها أو يردّها، فبينا هى كذلك إذا اغتنم الذّئب ضيعتها فأكلها، و هكذا يا محمّد
بن مسلم من أصبح من هذه الامّة لا إمام له من اللَّه عادل أصبح تائها متحيّرا إن
مات على حاله تلك مات ميتة كفر و نفاق، و اعلم يا محمّد أنّ أئمة الحقّ و أتباعهم
على دين اللَّه.
و قد تقدّمت
هذه الرّواية في التّذنيب الثّالث من شرح الفصل الرّابع من الخطبة الاولى برواية
الكافي و أوردتها هنا لاقتضاء المقام، و توضيح كلام الامام 7 (و ذهلوا
في السّكرة) أى غابت أذهانهم في سكرة الجهل (على سنّة من آل
فرعون) أى على طريقة اتباع فرعون الّذين قال اللَّه فيهم:
أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ كما أنّ الأئمة
: على سنّة آل موسى و شيعته، و المراد أنّهم