(حتّى إذا
اخلولق الأجل) قال الشّارح البحراني: أى صار خليقا، و ليس بشيء، لأنّ اخلولق لم
يذكر له إلّا الفاعل فهو فعل تامّ بمعنى قرب، و ما ذكره معنى اخلولق إذا ذكر له
اسم و خبر و كان فعلا ناقصا مثل: اخلولق السّماء أن تمطر أى صار خليقا للأمطار، و
كيف كان فالمراد أنّه قرب انقضاء مدّة هؤلاء الضّالين المستكملين للخزى و
المستوجبين للغير.
(و استراح
قوم إلى الفتن) أى مال و صبا قوم من الشّيعة و أهل البصرة إلى فتن تلك الفئة
الضّالّة، و وجدوا الرّاحة لأنفسهم في توجّههم إليها استعاره تخييلية (و
اشتالوا عن لقاح حربهم) أى رفع هؤلاء المستريحون أنفسهم عن تهيّج الحرب بينهم و
بين هذه الفئة، و شبّه الحرب بالنّاقة اللّاقح و أثبت لها اللّقاح تخييلا، و
المراد أنّهم تركوا محاربتهم و رفعوا أيديهم عن سيوفهم إمّا لعجزهم عن القتال أو
لعدم قيام القائم بالأمر فهادنوهم و ألقوا اليهم السّلم.
حالكونهم (لم
يمنّوا على اللَّه بالصّبر) على مشاقّ القتال، و في رواية: بالنّصر، أى
بنصرهم للَّه (و لم يستعظموا بذل أنفسهم في) طلب (الحقّ) و نصرته (حتّى إذا
وافق وارد القضاء انقطاع مدّة البلاء) أى ورد القضاء الالهي بانقطاع بلاء هذه الفئة
الضّالة و انقضاء ملكهم و أمارتهم و أذن اللَّه في استيصالهم بظهور من يقوم بنصر
الحقّ و دعوته اليه (حملوا) أى هؤلاء المستريحون إلى الفتن (بصائرهم
على أسيافهم) لحرب أهل الضّلال، قال الشّارح المعتزلي: و هذا معنى لطيف، يعني
أنّهم أظهروا بصائرهم و عقايد قلوبهم للنّاس و كشفوها و جرّدوها من أجفانها مع
تجريد السّيوف من أجفانها فكأنها شيء محمول على السيوف يبصره من يبصر السيوف، فترى
في