نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ
فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ
قال ابن هشام: من فيهما للابتداء و مجرور الثانية بدل من مجرور الأولى بدل اشتمال
لأنّ الشّجرة كانت نابتة بالشّاطىء، انتهى.
و ربّما
يعترض عليه بانّه لا بدّ على ذلك من تقدير ضمير يعود على المبدل منه، و اجيب عنه
بأنّ تكرار من يغنى عن تقدير الضّمير، هذا.
و يحتمل كون
من الثانية للتّبيين فهى إمّا بيان لمجرور من الاولى على حدّ قوله تعالى:
أو بيان
لمعادن كلّ خطيئة، و الأوّل أقرب لفظا و الثّاني معنى، فافهم.
المعنى
اعلم أنّه
7 يذكر في هذه الخطبة قوما من فرق الضّلال زاغوا عن
طريق الهدى إلى سمت الرّدى و مدارها على فصول:
الفصل
الاول
قوله 7: (و أخدوا يمينا و شمالا ظعنا في مسالك الغيّ و تركا لمذاهب
الرّشد) أى مرتحلين في مسالك الغيّ و الضّلال، و تاركين لمذاهب
الرّشد و السّداد، فانّ اليمين و الشّمال مضلّة و الطّريق الوسطى هي
الجادّة على ما تقدّم تفصيلا في شرح الفصل الثّاني من الكلام السّادس عشر، فمن أخذ
بالشّمال و اليمين ضلّ لا محالة عن النّهج القويم و الصراط المستقيم.
ثمّ نهاهم عن
استعجال ما كانوا يتوقّعونه من الفتن الّتي أخبرهم الرّسول 6