سالمة من الافساد بالافراط (مروية) مسكتة للعطش
(معشبة) أى ذات العشب و الكلاء استعاره تبعية (تنبت بها ما قد فات) أي مضى و ذهب (و تحيى بها ما قد مات).
قال بعض
الأفاضل: أي تخرج و تعيد بها ما قد ذهب و يبس من أصناف النبّات و ضروب الأعشاب و
ألوان الأزهار و أنواع الأشجار و الثمار، و ما انقطع من جواري الجداول و الأنهار
فاستعار الاحياء الذي حقيقته هو إفاضة الرّوح على الجسد للإخراج و الاعادة المذكورين
كما استعار الموت الذي هو حقيقة انقطاع تعلّق الرّوح بالجسد لليبس و الذّهاب، و
الجامع في الاولى إحداث القوى النّامية في المواد و المنافع المترتّبة على ذلك، و
في الثانية استيلاء اليبوسة و عدم النّفع، و هما استعارتان تبعيّتان لأنّ المستعار
في كلّ منهما فعل و القرينة في الاولى المجرور أعني الضمير في بها العايد إلى
السّقيا لظهور عدم حصول الاحياء الحقيقي بالسّقيا، و في الثّانية الاسناد إلى
الفاعل لأنّ الموت الذي يحيي المتّصف به بالسقى لا يكون حقيقيا البتة.
(نافعة
الحياء) و المطر (كثيرة المجتنى) و الثّمر (تروى بها
القيعان) و الأراضي المستوية مجاز عقلى (و تسيل بها
البطنان) و الأراضي المنخفضة، و نسبة السّيلان أو الاسالة إلى البطنان من
المجاز العقلي إذ حقّه أن يسند أو يوقع على الماء، لأنّه الماء حقيقة و لكنّه أوقع
على مكانه لملابسته له كما اسند الفعل إليه في سال النهر، و الغرض طلب كثرة المطر، (و تستورق
الأشجار، و ترخص الأسعار، إنّك على ما تشاء قدير) و بالاجابة حقيق
جدير.
تنبيه
قال بعض
شرّاح الصحيفة الكاملة: اختلف في التّسعير فقيل هو من فعل اللَّه سبحانه و هو ما
ذهبت إليه الأشاعرة بناء على أصلهم من أنّه لا فاعل إلّا اللَّه تعالى، و لما ورد
في الحديث حين وقع غلاء بالمدينة فاجتمع أهلها إليه و قالوا: سعّر لنا يا رسول
اللَّه، فقال: المسعّر هو اللَّه.
و اختلف
المعتزلة في هذه المسألة فقال بعضهم هو فعل المباشر من العبد إذ