responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 124

ما فيه من العبرة من الوصف له‌ بالقول المسموع‌ و لو كان بأبلغ لفظ و أفصح عبارة ثمّ أخذ في توديعهم فقال‌ (و داعيكم وداع امرء مرصد للّتلاقي) أي وداعى إيّاكم كوداع رجل مترقّب و منتظر للملاقات من ربّه تعالى و ساير الوجوه مرّ في بيان اللّغة (غدا ترون أيّامي) أي بعد مفارقتي إيّاكم و تولّى بني اميّة و غيرهم أمركم تعرفون فضل أيّام خلافتى و إني كنت بارّا بكم عطوفا عليكم و كنت على الحقّ‌ (و يكشف لكم عن سرائرى) و يظهر أنّى ما أردت في حروبى و ساير ما أمرتكم به إلّا وجه اللَّه عزّ و جلّ و ابتغاء مرضاته‌ (و تعرفوننى بعد خلوّ مكاني و قيام غيري مقامي) أي تعرفون عدلى و قدرى بعد قيام غيري مقامي بالامارة و الخلافة و تظاهره بالمنكرات، لأنّ الأشياء إنما تتبيّن بضدّها كما قال أبو تمام:

راحت وفود الأرض عن قبره‌

فارغة الأيدي ملاء القلوب‌

قد علمت ما ورثت إنما

تعرف قدر الشمس بعد الغروب‌

و قيل: و السرّ فيه أنّ الكمل إنما يعرف قدرهم بعد فقدهم، إذ مع شهودهم لا يخلو من يعرفهم عن حسد منه لهم، فكمال قدرهم مخبوء عن عين بصيرته لغشاوة حسده الّتي عليها هذا.

و قال المحدّث العلّامة المجلسيّ في شرح هذه الفقرات من رواية الكافي الآتية: اقول: و يحتمل أن يكون المراد بقوله: غدا، أيام الرجعة و يوم القيامة فانّ فيهما تظهر شوكتهم و رفعتهم و نفاذ حكمهم في عالم الملك و الملكوت، فهو 7 في الرّجعة وليّ انتقام العصاة و الكفّار و تمكين المتّقين الأخيار في الأصقاع و الأقطار، و في القيامة وليّ الحساب و قسيم الجنّة و النار و غير ذلك مما يظهر من درجاتهم و مراتبهم السنية فيها، فالمراد بخلوّ مكانه خلوّ قبره عن جسده في الرّجعة أو نزوله عن منبر الوسيلة و قيامه إلى شفير جهنّم يقول للنار: خذى هذا و اتركى هذا في القيامة.

قال: و في أكثر نسخ الكتاب أي الكافي: و قيامي غير مقامي، و هو أنسب بالأخير، و على الأوّل يحتاج إلى تكلّف شديد كأن يكون المراد قيامه عند اللَّه تعالى‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست