ثمّ قال 7 كنايه (ايه أبا
وذحة) أى زد و هات ما عندك أبا الخنفساء على ما ذكره
الرّضي من تفسير
الوذحة بالخنفساء، قال الشارح المعتزلي: إنّ المفسّرين بعد
الرّضى (ره) قالوا في قصّة هذه الخنفساء وجوها:
منها أنّ
الحجّاج رأى خنفساء تدبّ إلى مصلّاه فطردها فعادت، ثمّ طردها فعادت، فأخذ بها بيده
و حذف بها فقرصته قرصا و رمت يده منه و رما كان فيه حتفه قالوا: و ذلك لأنّ اللّه
تعالى قد قتله بأهون مخلوقاته كما قتل نمرود بن كنعان بالبقّة التي دخلت في أنفه
فكان فيها هلاكه.
و منها أنّ
الحجّاج كان اذا رأى خنفساء تدّب قريبة منه يأمر غلمانه بابعادها و يقول: هذه وذحة
من وذح الشّيطان، تشبيها بالبعرة المعلّقة بأذناب الشّاة.
و منها أنّ
الحجّاج قد رأى خنفسات مجتمعات فقال: و اعجبا لمن يقول إنّ اللّه خلق هذه، قيل:
فمن خلقها أيّها الأمير؟ قال: الشّيطان، إنّ ربّكم لأعظم شأنا أن يخلق هذه الوذح،
فنقل قوله هذا إلى الفقهاء في عصره فأكفروه و منها أنّ الحجّاج كان مثفارا أى ذا
ابنة، و كان يمسك الخنفساء حيّة ليشفى بحركتها في الموضع حكاكه، قالوا: و لا يكون
صاحب هذا الدّاء إلّا شانيا مبغضا لأهل البيت، قالوا: و لسنا نقول كلّ مبغض فيه
هذا الداء، و إنّما قلنا كلّ من به هذا الدّاء فهو مبغض، قالوا: و قد روى أبو عمرو
الزّاهد و لم يكن من رجال الشيعة في أماليه و أحاديثه عن السّيارى عن أبي خزيمة
الكاتب قال: ما فتّشنا أحدا فيه هذا الدّاء إلّا وجدناه ناصبيّا.
قال أبو عمر
و أخبرني العطاني عن رجاله قالوا سئل جعفر بن محمّد عن هذا الصّنف من النّاس فقال:
رحم منكوسة يؤتى و لا يأتي و ما كانت هذه الخصلة في وليّ اللّه قطّ، و لا تكون
أبدا، و إنما يكون في الكفّار و الفسّاق و النّاصب للطّاهرين.
أقول: و يدلّ
على ذلك و يؤيّده:
ما رواه في
الكافي عن أحمد عن عليّ بن أسباط عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه 7
قال: ما كان في شيعتنا فلم يكن فيهم ثلاثة أشياء: من يسأل في كفّه