و عن المجالس بسنده عن حفص بن غياث عن
الصادق عن أبيه عن آبائه : عن عليّ 7 قال: قال رسول اللّه
6: من مدح أخاه المؤمن في وجهه و اغتابه من ورائه فقد
انقطعت العصمة بينهما.
و عن الباقر
7 بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطرى أخاه شاهدا و يأكله
غائبا إن اعطى حسده و إن ابتلى غضبه.
الثالث في
دواعى الغيبة
و هي كثيرة و
قد أشار إليها الصّادق 7 اجمالا بقوله: الغيبة تتنوّع عشرة أنواع شفاء
غيظ، و مساعدة قوم، و تصديق خبر بلا كشف، و تهمة، و سوء ظنّ، و حسد و سخرية، و
تعجّب، و تبرّم، و تزيّن، رواه في المكاسب و الأنوار النّعمانيّة و أمّا تفصيلها
فقد نبّه عليه أبو حامد الغزالي في احياء العلوم و قال:
فالاول
تشفى الغيظ
و ذلك إذا
جرى سبب غضب به عليه فانّه إذا هاج غضبه يشتفى بذلك مساويه فيسبق اللّسان إليه
بالطبع إن لم يكن ثمّ دين رادع، و قد يمتنع تشفّى الغيظ عند الغضب فيحتقن الغضب
بالباطن فيصير حقدا ثابتا، فيكون سببا دائما لذكر المساوي فالحقد و الحسد من
البواعث العظيمة على الغيبة.
الثاني
موافقة الأقران و مجاملة الرفقاء و مساعدتهم على الكلام
، فانّهم إذا
كانوا يتفكّهون بذكر الأعراض فيرى أنّه لو أنكر عليهم أو قطع المجلس استثقلوه و
نفروا عنه، فيساعدهم و يرى ذلك من حسن المعاشرة و يظنّ أنّه مجاملة في الصّحبة، و
قد يغضب رفقائه فيحتاج إلى أن يغضب بغضبهم إظهارا للمساهمة في السّراء و الضراء،
فيخوض معهم في ذكر العيوب و المساوى.
الثالث أن
يستشعر من انسان أنّه سيقصده و يطول لسانه عليه
أو يقبح حاله
عند محتشم أو يشهد عليه بشهادة فيبادره قبل أن يقبح هو حاله، و يطعن فيه ليسقط أثر
شهادته أو يبتدى بذكر ما فيه صادقا ليكذب عليه بعده، فيروج كذبه بالصّدق الأوّل و
يستشهد به و يقول ما من عادتى الكذب فانّى أخبرتكم بكذا و كذا عن أحواله فكان كما
قلت.