responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 322

فلسطين التي فتح فيها بيت المقدس فأراد عمر أن يشخص بنفسه لما طال الحرب على المسلمين و ضاق الأمر عليهم و كتبوا إليه: إن لم تحضر بنفسك لم يفتح علينا فاستشار أمير المؤمنين 7 فى الشّخوص إلى العدوّ فلم يره صلاحا لما فيه من الخوف على بيضة الاسلام بالنّكتة التي أشار إليها في ضمن هذا الكلام بعد تقديم مقدّمة مهّدها بقوله 7:

(و قد توكّل اللّه لأهل هذا الدّين) أى صار وكيلا لهم قائما عليهم‌ (باعزاز الحوزة) و البيضة و الجمعيّة (و ستر العورة) و ممّا لا ينبغي اطّلاع العدوّ عليه من الفضائح و القبائح‌ (و الذى نصرهم و هم قليل لا ينتصرون و منعهم و هم قليل لا يمتنعون حىّ لا يموت) لا يخفى ما هذه الجملة من حسن الخطابة حيث أورد المسند إليه موصولا لزيادة التّقرير أعنى تقرير الغرض المسوق له الكلام، و هو الحثّ على التوكّل على اللّه و الاعتماد عليه و مزيد الثقة به ثمّ أكدّ ذلك المعنى بالجملة الحاليّة و باتيان المسند بما يجرى مجرى المثل السّائر و المراد أنّ من نصرهم فى حال قلّتهم و عدم تمكّنهم من انتقام الأعداء و منعهم في حال ضعفهم و عدم قدرتهم على الامتناع من سيف المعاندين‌ حىّ لا يموت‌ فهو أولى في حال كثرتهم بالحفظ و الحماية و الاعزاز و النصرة.

ثمّ أشار إلى وجه المصلحة و النّكتة في المنع عن الخروج فقال‌ (انّك متى تسر إلى هذا العدوّ بنفسك فتلقهم فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم) يعنى أنّ الجهاد على وجهين فيمكن إدالة الكفّار من المسلمين و يمكن إدالة المسلمين من الكفّار فلو خرجت بنفسك و لا قيت العدوّ و أصابتك النكبة لم تبق للمسلمين جهة عاصمة يعتصمون بها و لا ملجأ يستندون إليه‌ (و ليس بعدك مرجع يرجعون إليه) و في ذلك خوف على بيضة الاسلام.

ثمّ أشار إلى ما هو الأصلح و أقرب إلى الحزم بقوله‌ (فابعث إليهم) أى إلى الأعداء (رجلا محربا) إى ذا خبرة و بصيرة بالحروب أو رجلا جرّب بكثرة الوقايع و الحروب و حصل الوثوق و الاعتماد عليه‌ (و احفز) أى ادفع معه‌ (أهل) النّجدة و (البلاء و النّصيحة) أى المختبرين المجرّبين بالنّصح‌ (فان أظهر) ك‌ (اللّه) و نصرك‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست