على بعض، و لا يختلف في اللّه، و لا
يخالف لصاحبه عن اللّه، قد اصطلحتم على الغلّ فيما بينكم، و نبت المرعى على دمنكم،
و تصافيتم على حبّ الآمال، و تعاديتم في كسب الأموال، لقد استهام بكم الخبيث، و
تاه بكم الغرور، و اللّه المستعان على نفسي و أنفسكم.
اللغة
(شخص) يشخص
من باب منع شخوصا خرج من موضع إلى غيره، و يتعدّي بالهمزة فيقول أشخصته و شخص
شخوصا أيضا ارتفع، و شخص البصر إذا ارتفع و يتعدّي بنفسه فيقال: شخص الرّجل بصره
إذا فتح عينيه لا يطرف، و ربّما يعدّى بالباء فيقال: شخص الرّجل ببصره فهو شاخص و
أبصار شاخصة و شواخص و (مللت) من الشيء مللا من باب تعب و ملالة سئمت و ضجرت و هو
ملول و (الدّمن) بالكسر ما يتلبّد من السّرجين، و الدّمنة موضعه و الدّمنة آثار
الدّار و النّاس و ما سوّدوه، و الحقد القديم و جمع الكلّ دمن كسدر و دمن كعدد
(الغرور) بالفتح الشيّطان
الاعراب
اللّام في
قوله: الدّار، للجنس و ستعرف وجهه، و قوله: و يكاد صاحبه أن تشبع، الغالب في خبر
كاد أن لا يقترن بأن كما في قوله تعالى: و ما كادوا يفعلون، و هكذا في غير واحد من
نسخ المتن، و اقترانه بها قليل و منه قول الشاعر يرثى ميتا:
و مثل كاد في
هذا الحكم كرب فيقلّ اقتران خبره بأن و علّله علماء الأدبيّة بأنّهما يدّلان على
شدّة مقارنة الفعل و مداومته و ذلك يقرب من الشّروع في الفعل و الأخذ فيه فلم
يناسب خبرهما أن يقترن غالبا بأن المشعرة بالاستقبال، و لذلك لا تقول كاد زيد يحجّ
إلّا و قد أشرف عليه و لا تقول ذلك و هو في بلده، و قوله: استهام بكم
[1] بفتح الراء و سكون الياء المثناة و الطاء المهملة الملأة اذا
كانت شقة واحدة و البرود بضمّ الباء جمع برد نوع من الثياب و المراد بهما الكفن اى
قرب النفس أن تقضى اذ صار ذلك الميت بين أثواب الكفن.