يوجب الشّك في تصديقهم عند أكثر النّاس،
و قد يلزمهم من ذلك التقول على اللّه لانه سبحانه لم يأمر بذلك في كلّ واقعة، و إن
كان قد يأمر بذلك كما في وعد موسى بين ثلاثين و أربعين في معرض التقرير و الهداية
و البيان و قد يلزم من البيان خلاف المقصود من الاخبار، و هذا القسم قد يكون يوجد
مانعة في الشهادة كالصدقة في دفع البلاء المبرم يعني الذي ابرم في الغيب لعدم
المانع هناك و الدّعاء في ردّ البلاء و قد ابرم ابراما كذلك، و كبعض الأفعال بل و
كلّ الطّاعات و تفصيل ذلك يطول.
الوجه
الثالث
أن يحمل
الأدلّة الحاصرة لعلم الغيب في اللّه سبحانه على الخمسة المذكورة في الآية، و
الأدلّة المثبتة له على غيره تعالى على ما سوى الخمسة و يدلّ على هذا الجمع هذا
الكلام لأمير المؤمنين 7 الذي نحن في شرحه و يدلّ عليه أيضا ما في
البحار من تفسير عليّ بن إبراهيم القميّ (ره) بعد ذكر الآية قال الصّادق 7: هذه الخمسة أشياء لم يطّلع عليه ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و هى من صفات
اللّه عزّ و جلّ و من الخصال عن ابن الوليد عن الصّفار عن ابن هاشم عن عبد الرحمن
بن حمّاد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي اسامة عن أبي عبد اللّه 7
قال: قال لي أبي: ألا اخبرك بخمسة لم يطلع اللّه عليه أحدا من خلقه؟ قلت: بلى قال
7:
إنّ اللّه
عنده علم السّاعة، الآية.
و من البصائر
عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود عن الاصبغ ابن نباتة قال سمعت
أمير المؤمنين 7 يقول: إنّ للّه علمين: علم استأثر به في غيبه فلم يطلع
عليه نبيّا من أنبيائه و لا ملكا من ملائكته و ذلك قول اللّه تعالى إنّ اللّه عنده
علم السّاعة و ينزّل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدرى نفس ما ذا تكسب غدا و
ما تدرى نفس بأىّ أرض تموت، و له علم قد اطلع عليه ملائكته فما اطلع عليه ملائكته
فقد اطلع عليه محمّدا و آله، و ما اطلع عليه محمّدا و آله فقد اطلعني عليه بعلمه
الكبير منّا و الصّغير.