و ستّ مأئة، و حارب الملوك ملوك الخطاء و
قفجاق و ما وراء النّهر و خراسان و العراقين و آذربيجان و أرمنيّة و الشام و
غيرها، و ملك هذه البلاد، و قتل من الذّكران و الاناث في كلّ ما مرّ عليه جيشه من
البلدان ما لا يحصى عددهم إلّا اللّه سبحانه، و قد نهبوا أكثر ما مرّوا عليه من
المدن و القرى، و أحرقوه و خرّبوه و استأصلوا أهله، و سبوا الخرم، و استرّقوا
الغلمان، و فعلوا كلّ قبيح منكر فيها، و لم يتركوا من الظّلم و الجور على المسلمين
و المعاهدين شيئا على ما هو في كتب التّواريخ و السّير مسطور، و في الألسنة إلى
زماننا هذا و قد مضى من زمانه نحوا من سبعمائة سنة مشهور مأثور، و كان ظهورهم في
عصر الشّارح المعتزلي، فأورد طرفا من حالهم و وقائعهم في الشّرح من أراد الاطلاع
فليراجع إليه.
إذا تمهّد لك
ذلك فأقول: إنّه 7 يخبر عن حالهم و يقول تشبيه (كأنّي أراهم قوما
كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة) تشبيهها بالمجان في الاستدارة و العظم و
الانبساط و توصيفها بالمطرقة للخشونة و الغلظة (يلبسون السّرق و
الدّيباج) و لا منافاة بين ذلك و بين ما قدّمنا من كون لباسهم أخشن اللّباس،
لأنّ ما قدّمناه كان في بدو حالهم و ذلك بعد ما ظهر دولتهم و علا أمرهم، أو أنّ
ذلك وصف حال الرؤساء، و ما قدّمنا وصف ثياب الأتباع مع أنّه لا داعي إلى الجمع
لأنّ ما تقدّم من نقل أرباب التواريخ و كلام الامام هو الصّحيح الأحقّ بالاتباع.
(و يعتقبون
الخيل العتاق) أى يحتبسونها لينتقلوا من غيرها إليها عند مسيس الحاجة و مقام
الضّرورة (و يكون هناك استحرار قتل) و شدته (حتّى) ينتهي الأمر
إلى أن (يمشي المجروح) منهم (على المقتول) منهم لعدم مبالاة
الجرحى بقتل القتلى أو من مقاتليهم فيكون إشارة إلى كونهم مجروحين و كون مقابليهم
مقتولين (و يكون المفلت) النّاجي من أيديهم (أقلّ من المأسور
فقال له بعض أصحابه لقد اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك 7) قال الشّارح
المعتزلي: و سرّ هذا الضّحك أنّ النّبي و الوليّ إن تجدّدت عنده نعمة للّه سبحانه
أو عرف النّاس و جاهته عند اللّه فلا بدّ أن يسرّ بذلك، و قد