قد روى الطبرسي في الاحتجاج احتجاجه معهم
نحو ما قدّمناه من المناقب و لا بأس بايراده هنا لاختلاف الروايتين و توضيحا
للمقام و تأكيدا لما تقدّم فأقول: قال (ره): و روى أنّ أمير المؤمنين 7
أرسل عبد اللّه بن العباس إلى الخوارج و كان بمرئى منهم و مسمع قالوا له في
الجواب: إنّا نقمنا يابن عباس على صاحبك خصالا كلّها مكفرة موبقة تدعوا إلى النار
أمّا أولها فانّه محا اسمه من امرة المؤمنين ثمّ كتب ذلك بينه و بين معاوية فاذا
لم يكن أمير المؤمنين و نحن المؤمنون فلسنا نرضى بأن يكون أميرنا و أمّا الثانية
فانه شكّ في نفسه حيث قال للحكمين انظرا فان كان معاوية أحقّ بها فاثبتاه و إن كنت
أولى بها فاثبتانى فاذا هو شكّ في نفسه و لم يدر أهو حقّ أم معاوية فنحن فيه أشدّ
شكا و الثالثة أنه جعل الحكم إلى غيره و قد كان عندنا أحكم الناس و الرابعة أنه
حكم الرّجال في دين اللّه و لم يكن ذلك إليه.
و الخامسة
أنه قسم بيننا الكراع و السّلاح يوم البصرة و منعنا النساء و الذريّة.
و السادسة
أنه كان وصيّا فضيّع الوصيّة قال ابن عبّاس قد سمعت يا أمير المؤمنين مقالة القوم
و أنت أحقّ بجوابهم، فقال 7: نعم، ثمّ قال: يابن عبّاس قل لهم ألستم
ترضون بحكم اللّه و حكم رسوله 6؟ قالوا: نعم، قال:
ابدء بما بدءتم به في بدء الأمر ثمّ قال 7:
كنت أكتب
لرسول اللّه 6 الوحى و القضايا و الشروط و الأمان يوم
صالح أبا سفيان و سهيل بن عمرو فكتبت: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هذا ما اصطلح
عليه محمّد رسول اللّه 6 أبا سفيان بن صخر بن حرب و
سهيل بن عمرو فقال سهيل إنا لا نعرف الرّحمن الرّحيم، و لا نقرّ أنّك رسول اللّه،
و لكن نحسب ذلك شرفا لك أن تقدّم اسمك قبل أسمائنا و ان كنا أسنّ منك و أبي أسنّ
من أبيك، فأمرني رسول اللّه 6 فقال اكتب مكان بسم
اللّه الرّحمن الرّحيم: باسمك اللهمّ، فمحوت ذلك و كتبت باسمك اللهمّ و محوت رسول
اللّه و كتبت محمّد بن عبد اللّه، فقال لي: إنك تدعى إلى