يكون أوّل القوم مستلئما و يقدم
المستلئم[1] على غير المستلئم (و عضّوا على الأضراس فانه أنبأ للسّيوف عن الهام) كما مضى توضيحه في شرح الكلام الحادى عشر مع ما فيه من إظهار الغيظ
و الخنق على الخصم (و التووا في أطراف الرّماح فانّه
أمور للأسنة) أى إذا وصلت إليكم أطراف الرماح فانعطفوا
ليزلق و يتحرّك فلا ينفذ، و حمله الشارح البحراني (ره) على الالتواء عند إرسال
الرّمح و رميه إلى العدوّ بأن يميل صدره و يده فانّ ذلك أنفذ و ليس بشيء (و غضّوا الأبصار فانه أربط للجاش) و
رواع القلب إذا اضطرب (و أسكن للقلوب) من
الفزع و إنما أمرهم بغضّها لئلّا يروا من العدوّ ما يهولهم و يدهشهم، و كيلا يرى
العدوّ منهم جبنا و فشلا قد مضى ذلك أيضا في شرح الكلام الحادى عشر (و أميتوا الأصوات) أراد به قلّة الكلام و ترك
رفع الأصوات (فانه أطرد للفشل) و
الجبن و الجبان يصيح و يرعد و يبرق كما مرّ في الكلام التاسع (و رايتكم فلا تميلوها) لأنّ ميلها من أسباب
انكسار العسكر، لأنهم ينظرون إليها (و لا تخلوها) من محام لها (و لا تجعلوها إلّا بأيدى
شجعانكم) لضعف الجبناء عن إمساكها.
كما ضعف
الأوّل و الثّاني عن إمساكها يوم خيبر و انهزما بأقبح وجه، فقال رسول اللّه 6: لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و
رسوله كرّار غير فرّار يفتح اللّه عليه، فلما كان الغد طاولت الأعناق لها، و كلّ
رجا أن يدفعها إليه فلم يدفعها إلّا إلى أمير المؤمنين 7، و في هذا
المعنى قال الشارح المعتزلي في قصيدته التي قالها في فتح خيبر: