فرقة حتّى أكلّم كلّا منكم بكلامه و
نادى النّاس فقال 7: أمسكوا عن الكلام و أنصتوا لقولي و اقبلوا
بأفئدتكم إليّ، فمن نشدناه شهادة فليقل بعلمه فيها. ثمّ كلّمهم 7 بكلام
طويل منه:
أ لم
تقولوا عند رفع المصاحف حيلة و غيلة و مكرا و خديعة إخواننا و أهل دعوتنا
استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللَّه سبحانه فالرّأي القبول منهم، و التّنفيس
عنهم؟ فقلت لكم: هذا أمر ظاهره إيمان، و باطنه عدوان، و أوّله رحمة، و آخره ندامة،
فأقيموا على شأنكم، و ألزموا طريقتكم، و عضّوا على الجهاد بنواجذكم، و لا تلتفتوا
إلى ناعق نعق، إن أجيب أضلّ، و إن ترك ذلّ، و قد كانت هذه الفعلة و قد رأيتكم
أعطيتموها، و اللَّه لئن أبيتها ما وجبت عليّ فريضتها، و لا حمّلني اللَّه ذنبها،
و و اللَّه إن جئتها إنّي للمحقّ الّذي يتّبع، و إنّ الكتاب لمعي ما فارقته مذ
صحبته، فلقد كنّا مع رسول اللَّه 6 و إنّ القتل ليدور
بين الاباء و الأبناء و الإخوان و القرابات، فما نزداد على كلّ مصيبة و شدّة إلّا
إيمانا و مضيّا على الحقّ، و تسليما للأمر و صبرا على مضض الجراح، و لكنّا إنّما
أصبحنا نقاتل إخواننا في