(فعند ذلك تودّ قريش بالدّنيا و ما
فيها لو يرونني مقاما واحدا و لو قدر جزر جزور لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا
يعطونني) أى حينئذ يتمنّى قريش بدل الدّنيا و ما فيها
أن يروني مقاما قصيرا بمقدار جزر جزور فيطيعوني اطاعة كاملة و قد رضيت منهم اليوم
بأن يطيعوني إطاعة ناقصة فلم يقبلوا و يصدّق هذا ما روى في السّير أنّ مروان بن
محمّد و هو آخر ملوك بني امية قال يوم الزاب[1]
لمّا شاهد عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بازائه في صفّ
خراسان: لوددت إنّ عليّ بن أبي طالب تحت هذه الرّاية بدلا من هذا الفتى، و على ما
استظهرناه فيكون الاشارة بذلك إلى التمنّى عند قيام القائم 7
تكملة
اعلم أنّ هذه
الخطبة الشريفة ملتقطة من خطبة طويلة أوردها في البحار بزيادة و اختلاف كثير لما
أورده السّيد (ره) في الكتاب أحببت أن اورد تمامها توضيحا للمرام و غيرة على ما
أسقطه السيد (ره) اختصارا أو اقتصارا من عقايل الكلام فأقول:
روى المحدّث
العلّامة المجلسيّ (ره) من كتاب الغارات لابراهيم بن محمّد
[1] الزاب نهر بالموصل روى في شرح المعتزلي فى شرح الخطبة المأة
و الرابعة أنه لما نزل مروان بالزاب جرد من رجاله ممن اختاره من أهل الشام و
الجزيرة و غيرها مأئة ألف فارس على مأئة ألف فارح ثم نظر اليهم و قال: انها لعدة و
لا تنفع العدة اذا انقضت المدة و لما أشرف عبد اللّه بن على يوم الزاب فى المسودة
و في أوائلهم البنود السود تحملها الرجال على الجمال البخت، أقبل مروان على رجل
بجنبه و قال ألا تعرفنى من صاحب جيشهم؟ فقال عبد اللّه بن محمد بن على بن عبد اللّه
بن العباس بن عبد المطلب قال: و يحك من ولد العباس هو؟ قال: نعم، قال: و اللّه لو
ددت أن علىّ بن أبى طالب مكانه فى هذا الصف، قال: يا أمير المؤمنين تقول هذا لعلى
مع شجاعته التي ملاء الدنيا ذكرها قال: ويحك ان عليا( ع) مع شجاعته صاحب دين و
الدّين غير الملك و انا لنروى عن قديمنا أنه لا شيء لعلى و لا لولده في هذا انتهى
ما أهمنا نقله منه،.