سبيل المثل و إشارة إلى الكثرة إذا مادون
مأئة حقير لا يعتدّ به قال الأعشى:
الواهب المأة الهجان و عبدها
عوذا يزجى خلفها أطفالها
و قال أيضا:
هو الواهب المأة المصطفاة
إمّا مخاضا و إمّا عشارا
و قد كثر في
الأخبار ذكر السبعين على سبيل المثل، و قيل في قوله سبحانه إِنْ تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ.
إنّ المقصود
به نفى الغفران جملة و إنّما جاء السّبعون مجرى المثل للتكثير و كيف كان فمفهوم
العدد ليس بحجّة كما قرّر في الاصول، و الغرض أنّه لا تسألونى عن جماعة هادية
لطايفة كثيرة و مضلّة لطائفة كثيرة اخرى (إلّا أنبأتكم بناعقها) أى الداعي
اليها و زاجرها استعاره (و قائدها و سائقها و مناخ ركابها و محطّ رحالها) قال الشارح
البحراني: استعار 7 أوصاف الابل و رعائها و أصحابها من الناعق و القائد
و السائق و المناخ و الرّكاب و الرّحال للفئة المهدية و الضالّة و من يهديهم و
يضلّهم ملاحظة لشبههم بالابل في الاجتماع و الانقياد لقائد وراع (و من
يقتل من أهلها) أى أهل الفئة المذكورة (قتلا و يموت منهم موتا) ثمّ نبّه
7 على أنّه أعظم نعمة أنعم اللّه سبحانه بوجوده عليهم و أنّ قدره مجهول
عندهم و هم غافلون عن فوائد مقامه بين أظهرهم و أنهم سوف يعلمون إذا نزلت بهم
الدّواهى و حلّت بهم الرزايا فقال:
(و لو قد
فقد تمونى و نزلت بكم كرائه الامور) أى المصائب التي تكرهها النفوس (و حوازب
الخطوب) أى شدايد الأحوال (لأطرق كثير من السائلين) أى أرخوا
أعينهم ينظرون إلى الأرض، و ذلك لصعوبة الأمر و شدّته حتى أنه يبهته عن السؤال و
يتحير كيف يسأل (و فشل كثير من المسئولين) أى جبنوا عن ردّ الجواب لجهلهم بعواقب
تلك الخطوب و ما يسألون عنه منها (و ذلك إذا قلصت حربكم) أى إطراق
السائلين و فشل المسئولين إذا تزايدت حربكم و كثرت أو