محتاجين مفتقرين مثل السّائلين عنهم، فمن
توجّه بحاجة إليهم و أناخ مطايا الرجاء في بابهم فقد تعرّض للحرمان و استحقّ فوت
الاحسان اللهمّ (و) قد (عدلت بلسانى عن مدايح الآدميين)
إلى مدائحك (و الثناء على المربوبين المخلوقين) إلى الثناء عليك (اللّهم و لكلّ مثن) و مادح (على من)
مدحه و (أثنا عليه مثوبة من جزاء)
مكافاة على ثنائه (أو عارفة من عطاء)
مقابلة لمدحه (و قد رجوتك) و
قصرت رجائى عليك لكونك (دليلا على ذخائر الرحمة) موصلا إلى أسبابها بالتوفيق و التأييد و العناية و المراد بها عظايم
العطايا المذخورة ليوم الحاجة و المعدّة لحال الفاقة
(و) أملتك هاديا إلى (كنوز المغفرة) أراد بها خزاين الغفران و معادن الاحسان و كونه سبحانه هاديا و
دليلا عليهما باعتبار أنه بيده مفاتيح الكرم و الجود و هو وليّ الرّحمة و المغفرة
لكلّ موجد موجود (اللّهمّ و هذا)
المقام الذى أنا فيه مشغول بتعظيمك و توحيدك و خطيب بمحاسن محامدك (مقام من أفردك بالتوحيد الذي هولك) و
التمجيد الذى هو مختصّ بك (و لم ير مستحقّا لهذه
المحامد و الممادح غيرك) لانحصار أوصاف الجمال و نعوت الكمال
التي بها يستحقّ الحمد و الثناء فيك (و بي) فقر و (فاقة إليك) و
هي الحاجة إلى كرمه و إحسانه و رحمته و غفرانه و مرضاته و رضوانه مما لا ينجحها
أحد من المخلوقين و لا يقدر على رفعها إلّا ربّ العالمين و لذلك قصره عليه و قال:
(لا يجبر
مسكنتها إلّا فضلك و لا ينعش من خلّتها إلّا منّك وجودك) أى لا يصلح ذلّ تلك
الفاقة و سوء حالها إلّا فضلك و لا يرفع خصاصتها إلّا منك (فهب لنا في هذا
المقام رضاك، و أغننا عن مدّ الأيدي إلى سواك، إنّك على كلّ شيء قدير) و بالاجابة
حقيق جدير.
قال الشارح
المسكين: و أنا أتأسّى في هذا المقام بجدّي أمير المؤمنين و سيد الوصيّين، و
أتوسّل به إلى حضرة ذي الجلال، و اناديه بلسان التضرّع و الابتهال، و أقول: