الكلام إلى نفسك و تردّده في فكرك، أو
جواب الكلمة أو ترديد الصوت و ترجيعه عند التلفظ بالكلمة أو إرجاع النفس للتلفظ
بكلمة بعد الوقف على كلمة.
(و تحريك
كلّ شفة و مستقر كلّ نسمة) أى كلّ انسان أو كلّ دابة فيها روح، و
مستقرّها إما الصّلب أو الرّحم أو القبر أو مكانه في الدّنيا أو في الآخرة أو
الأعم (و مثقال كلّ ذرّة) يعني وزنها لا المثقال المعروف كما قال
تعالى:
(و هما هم
كلّ نفس هامة) أراد 7 ترديدات الصّوت في الحلق أو تردّداته في الصدر من
الهم و الحزن من كلّ نفس ذات همة تعزم على أمر (و ما عليها) أى على
الأرض المفهومة بقرينة المقام و إن لم يسبق لها ذكر في الكلام على حدّ قوله تعالى:
كلّ من عليها فان (من ثمرة شجرة أو ساقط ورقة أو قرارة نطفة) مستقرّها (أو نقاعة
دم) أى نقرة يجتمع فيها الدّم (و مضغة) قطعة لحم بقدر ما
يمضغ (أو ناشئة خلق) أى الصّورة ينشئها سبحانه في البدن أو الرّوح
التي ينفخها فيه (و سلالة) و هي في الأصل ما استلّ و استخرج من شيء و
سمّي الولد و نطفة الانسان سلالة باعتبار أنّهما استلا منه، و في هذه الفقرات
إشارة إلى قوله تعالى:
ثمّ إنّه بعد
بيان عموم علمه بالمخلوقات على اختلاف أنواعها و أصنافها نبّه على تنزّهه سبحانه
في ذلك عن صفات البشر فقال (لم يلحقه في ذلك) أى في علمه
بالجزئيات المذكورة أو في خلقه لها على اختلاف موادّها و ماهيّاتها و خواصّها و
حالاتها (كلفة) و مشقّة (و لا اعترضته) و منعته (في حفظ
ما ابتدع من خلقه