و قوله: فخير مأمول خبر لمبتدأ محذوف، و
قوله: بسطت لى فيما لا أمدح كلمة في إما زائدة أو للظرفيّة المجازية، و مفعول بسطت
محذوف أى بسطت لي القدرة أو اللّسان أو الكلام فيما لا أمدح، و الباء في قوله:
عدلت بلساني للتعدية، و دليلا منصوب إمّا على الحال من مفعول رجوتك أو مفعول له، و
من في قوله:
من خلّتها
زائدة، و الفاء في قوله: فهب لنا فصيحة
المعنى
اعلم أنّه
7 لما ذكر في الفصول السّابقة عجائب قدرته تعالى و بدايع صنعته و دلائل
حكمته و براهين عظمته أردفها بهذا الفصل للتنبيه على عموم علمه سبحانه بجزئيات
الامور و خفايا الأسرار، و قد مضى بعض الكلام في هذا المعنى في الخطبة الخامسة و
الثمانين و الخطبة التاسعة و الأربعين، و مرّ تحقيق عموم علمه بجميع الأشياء في
تنبيه الفصل السّابع من فصول الخطبة الاولى، إلّا أنّ هذا الفصل قد تضمن ما لم
يتضمنه الخطب السابقة، فانّ فيه مع جزالة اللّفظ و عظم خطر المعنى و فصاحة العبارة
و غزارة[1] الفحوى
الاشارة إلى أصناف خلقه و أنواع بريّته و عجائب ربوبيته، و قد أحصا 7
فيه من خفيّات المخلوقات و خبيّات الموجودات و مكنونات المصنوعات مالا يوجد في
كلام غيره بل لا يقدر عليه[2] سواه،
تنبيها بذلك على برهان علمه تعالى بها، لأنّ خلقه لها و حفظه و تربيته لكلّ منها و
إظهار بدايع الحكمة في كلّ صفة من أوصافها و حال من أحوالها لا يتعقّل إلّا ممّن
هو عالم بها مدرك لحقايقها، كما قال عزّ من قائل:
أَ لا
يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
قال الشّارح
المعتزلي و لنعم ما قال: لو سمع أرسطاطالس القائل بأنه تعالى لا يعلم الجزئيات هذا
الكلام له 7 لخشع قلبه وقفّ شعره و اضطرب فكره، ألا ترى ما عليه من
الرّوا و المهابة و العظمة و الفخامة و المتانة و الجزالة مع ما قد اشرب
[1] الغزيرة الكثيرة الدر من الآبار و الينابيع الكثيرة الماء، ق