و ذلك لما ذكرناه من أنّ حقّ الفاعل و
المفعول أن يتّصلا بالفعل معمولين له، فلما حذف الفعل لأحد الدّواعي المذكورة و
بين المصدر إمّا بالاضافة أو بحرف الجرّ فلو ظهر الفعل رجع الفاعل أو المفعول إلى
مكانه و مركزه متصلا بالفعل و معمولا له.
فاحفظ ذلك
فانه ينفعك في كثير من الموارد و اعراب ساير الفقرات واضح.
المعنى
اعلم أنّ هذه
الخطبة الشريفة مسوقة للارشاد إلى بعض أسباب القرب و الوسايل التي يتوسل بها إلى اللّه
سبحانه، و للأمر بالافاضة إلى ذكر اللّه، و ببعض ما يدرك به رضوان اللّه حسبما
تطلع على تفصيله انشاء اللّه، و لما كان
أسباب
الزلفى و التقرّب كثيرة
خصّ أفضلها
بالبيان و هو على ما ذكره عشرة:
اولها
الايمان كما أشار اليه بقوله:
(إنّ أفضل
ما توسّل به المتوسّلون الى اللّه سبحانه الايمان به و برسوله) و تقديمه
على غيره لكونه أصلا بالنسبة اليه، و المراد به هنا التصديق المجرّد عن الاقرار و
العمل بقرينة ذكر كلمة الاخلاص التي هو الاقرار و ساير العبادات التي هو من باب
الأعمال بعده، و تحقيق المقام يحتاج إلى بسط في المقال و بيان الفرق بين الاسلام و
الايمان.
فأقول: إنّك
قد عرفت المعنى اللّغوى للايمان و أنه التّصديق، و أما الاسلام فمعناه لغة هو
التّسليم و الانقياد، و أمّا في لسان الشرع فقد يستعملان على التساوق و الترادف
كما في قوله تعالى: