ثمّ فلقها رسول اللّه 6 بنصفين فأعطاه نصفها و أخذ رسول اللّه نصفها ثمّ قال: أنت شريكى فيه و
أنا شريكك فيه و قال 7 فلم يعلم و اللّه رسول اللّه 6 حرفا مما علّمه اللّه إلّا و قد علّمه عليا 7، ثمّ انتهى
العلم إلينا ثمّ وضع يده على صدره و بالجملة فالمراد أنّهم مخزن علم الرسالة و أسرارها (و مختلف الملائكة) أى محلّ اختلافهم و تردّدهم
و مجيئهم و ذهابهم مرّة بعد اخرى، أما رسول اللّه 6
فظاهر، و أما الأئمة : فلأنّهم ينزلون اليهم مرّة بعد اولى و طائفة
بعد اخرى لزيارتهم و التشرّف بهم و إنزال الأخبار اليهم.
و يدلّ عليه
ما في الكافي باسناده عن مسمع كردين البصرى قال: كنت لا أزيد على اكلة باللّيل و
النّهار فربّما استأذنت على أبي عبد اللّه و أجد المائدة قد رفعت لعلّى لا أراها
بين يديه فاذا دخلت دعابها فاصيب معه من الطعام و لا أتأذّى بذلك و اذا عقبت
بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقرّ و لم أنم من النفخة، فشكوت ذلك إليه 7 و أخبرته بأنّى اذا أكلت عنده لم أتأذّبه، فقال: يا با سيّار إنّك تأكل
طعام قوم صالحين تصافحهم الملائكة على فرشهم، قال: قلت: و يظهرون لكم قال، فمسح
يده على بعض صبيانه فقال: هم ألطف بصبياننا منّا بهم.
و عن الحسين
بن أبي العلا عن أبي عبد اللّه 7 قال: قال يا حسين و ضرب بيده إلى
مساور في البيت: مساور طال ما اتّكت عليها الملائكة و ربّما التقطنا من زغبها و
المساور جمع المسورة و هو المتّكاء، و الزّغب محرّكة صغار الريش و لينه.
و فيه عن أبي
حمزة الثمالي قال: دخلت على عليّ بن الحسين 8 فاحتبست في الدار ساعة
ثمّ دخلت البيت و هو يلتقط شيئا و أدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت،
فقلت: جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أىّ شيء هو؟ فقال:
فضلة من زغب
الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا لأولادنا، فقلت جعلت فداك و انّهم ليأتونكم؟
فقال: يا با حمزة انّهم ليزاحمونا على تكائتنا و السبح بالباء الموحدة النّوم و
السّكون، و في بعض النّسخ سيحا بالياء المثناة التحتانيّة و هو الكساء المخطط، و
في البحار عن بصائر الدّرجات سحابا بدله