يقول لك ربّك افتح و خذ منها ما شئت من
غير أن ينقص شيئا عندى، فقال رسول اللّه 6 الدّنيا دار
من لا دار له و لها يجمع من لا عقل له، فقال الملك و الذي بعثك بالحقّ لقد سمعت
هذا الكلام من ملك يقوله في السّماء الرابعة حين اعطيت المفاتيح.
و عن جميل بن
دراج عن أبي عبد اللّه 7 قال: مرّ رسول اللّه 6 بجدى أسك ملقى على مزبلة ميّتا فقال لأصحابه: كم يساوى هذا؟ فقالوا: لعله لو
كان حيّا لم يساو درهما، فقال النبيّ 6: و الذي نفسي
بيده الدّنيا أهون على اللّه من هذا الجدى على أهله.
و في احياء
العلوم للغزالي قال: قال نبيّنا 6: إنّ ربّي عزّ و جلّ
عرض علىّ أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا ربّ أجوع يوما و أشبع يوما، فأمّا
اليوم الذي أجوع فيه فأتضرّع اليك و أدعوك، و أمّا اليوم الذي أشبع فيه فأحمدك و
اثنى عليك.
و يأتي انشاء
اللّه في فصول الخطبة المأة و السّابعة و الخمسين أخبار اخر مناسبة للمقام.
(فأعرض
عنها بقلبه و أمات ذكرها عن نفسه و أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه) قال
الغزالي: روى أنه 6 مرّ في أصحابه بعشار من النوق حصل
و هى الحوامل و كانت من أحبّ أموالهم اليهم و أنفسها عندهم، لأنها تجمع الظهر و
اللّحم و اللّبن و الوبر، و لعظمها في قلوبهم قال اللّه تعالى: و إذا العشار
عطّلت، قال:
فأعرض عنها
رسول اللّه 6 و أغمض بصره، فقيل له: يا رسول اللّه هذه
أنفس أموالنا لم لا تنظر إليها؟ فقال: قد نهاني اللّه عن ذلك ثمّ تلا قوله تعالى:
وَ لا
تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ
الْحَياةِ الدُّنْيا- الآية.
(كيلا
يتّخذ منها رياشا) أى لباسا فاخرا (أو يرجو فيها مقاما) أى اقامة مع الايمان
و الاسلام و الشرائع و الأحكام (بلّغ عن ربّه معذرا) أى مزيلا للعذر عن