بالرّهن باعتبار عدم تمكّنه من الانتفاع
بها و محجوبيّته عنها بما جمعه من الأموال فصارت تلك الأموال حاجبة مانعة عن
انتفاعه بها بمنزلة دين المرتهن المانع عن تصرف الراهن في العين المرهونة الموجب
لحجره عنها و عن استفادته بها، و إنّما صارت تلك الأموال سببا للحجب و المنع عن
الانتفاع، لكون حقّ النّاس مقدّما على حقّ اللّه، و لذلك كان أوّل عقبات القيامة
موضوعة للحكم بين النّاس و أخذ المظالم، هذا ما يخطر بالخاطر القاصر، و اللّه
العالم بحقايق كلام وليّه 7 كنايه
(فهو يعضّ يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره) و
انكشف له حينئذ من تفريطه كما يعضّ يوم القيامة إذا عاين العقاب و شاهد طول العذاب
قال سبحانه:
قال في
التفسير أى يعضّ على يديه ندما و أسفا، قال عطا: يأكل يديه حتى تذهب إلى المرفقين
ثمّ تنبتان لا يزال هكذا كلّما نبتت يداه أكلهما ندامة على ما فعل، هذا فغضّ اليد
في الآية مستعمل على التّفسير المذكور في معناه الحقيقي، و في كلامه 7
كناية عن النّدم و التّحسّر على ما فرّط في جنب اللّه و قصر في امتثال أمر مولاه (و يزهد
فيما كان يرغب فيه أيّام عمره) من الأموال التي جمعها و خلّفها لغيره (و يتمنّى
انّ الذى كان يغبطه بها و يحسده عليها قد حازها دونه) لما ظهر له من
تبعاتها و سوء عاقبتها.
(فلم يزال
الموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه فصار بين أهله لا) يقدر أن (ينطق
بلسانه و لا) أن (يسمع بسمعه) لانقطاع مادّة الحياة عن السّمع