أقول: و ليس بشيء، بل المراد بها ما ورد
في الأخبار من أنها أعلا درجة في الجنّة لها ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة
حصر الفرس الجواد مأئة عام، و هى ما بين مرقاة جوهر إلى مرقات ياقوت إلى مرقاة ذهب
إلى مرقاة فضّة، فيؤتى بها يوم القيامة حتّى تنصب مع درجة النّبيّين كالقمر بين الكواكب،
فلا يبقى يومئذ نبي و لا صدّيق و لا شهيد إلّا قال: طوبى لمن كان هذه الدرجة
درجته (و اعطه السّناء) أى
الرفعة (و الفضيلة).
ثمّ دعا 7 لنفسه. و لصالحي المؤمنين بقوله: (و احشرنا في زمرته) و جماعته (غير
خزايا) و خجلين بمعصية اللّه (و لا نادمين) على التفريط في جنب
اللّه (و لا ناكبين) منحرفين عن سبيل اللّه (و لا ناكثين) ناقضين لعهد[1] اللّه (و لا ضاليّن) عن سواء
السبيل (و لا مفتونين) باللغو و الأباطيل.
و اعلم أنّ
هذا الفصل أعنى الفصل الثاني من هذا الكلام قد مضى روايته من السّيد
(ره) في الكتاب و هي الخطبة الحادية و السّبعون إلّا أنّه (ره)
كرّره ههنا لما في الروايتين من الاختلاف و بالمراجعة إليهما يعرف مواقعه، و قد
قدّمنا في شرح ما سبق نكات بديعة و فوائد نافعة من أراد الانتفاع فليراجع إليه.
و هنا
لطيفة يعجبني ايرادها في المقام
و هي أنّ الشارح
المعتزلي قال بعد الفراغ من شرح هذا الفصل من كلام أمير المؤمنين 7:
قلت: سألت
النقيب أبا جعفر و كان منصفا بعيدا عن الهوى و العصبيّة عن هذا الموضع فقلت له: و
قد وقفت على كلام الصحابة و خطبهم فلم أر فيهم من يعظّم رسول اللّه 6 تعظيم هذا الرّجل و لا يدعو كدعائه، فإنا قد وقفنا من نهج
البلاغة
[1] المراد به ما عهده لعباده من أن يعبدوه و يخلصوا له الدين
كما قال عز من قائل ألم أعهد اليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو
مبين و أن أعبدونى هذا صراط مستقيم و لقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون
منه،.