(المهد) و
المهاد الفراش و موضع تهيّأ للصبىّ، و جمع الأوّل مهود كفلس و فلوس و جمع الثاني
مهد ككتاب و كتب، و أمّا المماهد فلم يضبط فيما رأيته من كتب اللغة، قال الشّارح
البحرانيّ: جمع ممهد و الميم زايدة، و قال الشّارح المعتزليّ: المهاد الفراش و لما
قال 7: في معادن و هي جمع معدن قال بحكم القرينة و الازدواج و مماهد و
إن لم يكن الواحد منها ممهدا كما قالوا: الغدايا و العشايا و مأجورات و مأزورات و
نحو ذلك (و ثنيت) الشيء ثنيا من باب رمى إذا عطفته و رددته و (الضغائن) جمع
الضّغينة و هي الحقد و (النواير) جمع النائرة و هي العداوة و المخاصمة.
الاعراب
قوله: في
معادن الكرامة خبر بعد خبر، و يجوز كونه صفة أو حالا من الخبر لكونه نكرة غير
محضة، و جملة قد صرفت في محلّ النّصب على الحال، و قد للتحقيق.
المعنى
صدر هذه
الخطبة الشريفة مسوق للثناء على الواجب تعالى باعتبار نعوت العظمة و الجلال و صفات
العزّة و الكمال، و ذيلها بمدح الرسول و الاشارة إلى فوايد البعثة فقال (الحمد
للّه الأوّل فلا شيء قبله و الآخر فلا شيء بعده) و قد مرّ معنى
الأوّل و الآخر في شرح الخطبة الرابعة و الستّين و في شرح الفصل الأوّل من فصول
الخطبة التسعين بما لا مزيد عليه (و الظاهر فلا شيء فوقه و الباطن فلا شيء
دونه) و قد مرّ معنى الظاهر و الباطن في شرح الخطبة
الرابعة و السّتين أيضا و أقول هنا: يحتمل أن يكون المراد بالظاهر و الباطن كونه
تعالى ظاهرا بآياته و آثار قدرته فلا شيء فوقه من حيث الظهور و الجلاء، بل هو
أجلى الأشياء و أظهرها، و باطنا من حيث ذاته و حقيقته فلا شيء دونه من حيث البطون
و الخفاء، و قد أوضحناه في شرح قوله 7: كلّ ظاهر غيره غير
باطن آه من الخطبة التي