أو ترمى زبدا عند اضطرابه و غليانه
كالفحول الهايجة استعاره (فخضع جماح الماء
المتلاطم لثقل حملها) استعار لفظ الجماع لغليان الماء و
اضطرابه و جريانه على غير نسق كما يجمح الفرس الجموح بحيث لا يتمكن من ردّه و منعه
يقول 7: ذلّ اضطراب الماء لثقل حمل الأرض عليه تشبيه (و سكن هيج ارتمائه إذ وطئته بكلكها) أى
سكن ثوران تراميه و تقاذفه حين و طئته الأرض و داسته بصدرها تشبيها لها بالناقة و
تخصيص الصدر بالذكر لقوته (و ذلّ مستخذيا إذ تمعّكت
عليه بكواهلها) أى صار ذليلا منقادا حين تمرغت عليه الأرض
كالدابة المتمرغة و تخصيص الكواهل بالذكر للقوّة أيضا
(فأصبح بعد اصطخاب أمواجه) و اضطرابها (ساجيا مقهورا) أى ساكنا مغلوبا (و فى حكمة الذلّ منقادا اسيرا)
كالدابة المذللة بالحكمة المنقادة لصاحبها، هذا و محصل كلامه 7 من
قوله: فخضع إلى هنا أنّ هيجان الماء و غليانه و موجه سكن بوضع الأرض عليه و استشكل
فيه بأنّ ذلك خلاف ما نشاهده و خلاف ما يقتضيه العقل لأنّ الماء السّاكن إذا جعل
فيه جسم ثقيل اضطرب و تموّج و صعد علوّا فكيف الماء المتموّج يسكن بطرح الجسم
الثقيل فيه و اجيب بأنّ الماء إذا كان تموّجه من قبل ريح هايجة جاز أن يسكن هيجانه
بجسم يحول بينه و بين تلك الرّيح، و لذلك إذا جعلنا في الاناء ماء، و روّحناه
بمروحة يموّجه فانه يتحرّك، فان جعلنا على سطح الماء جسما يملأ حافات الاناء و
روّحناه بالمروحة فانّ الماء لا يتحرّك لأنّ ذلك الجسم قد حال بين الهواء المجتلب
بالمروحة و بين سطح الماء، فمن الجائز أن يكون الماء الأوّل هائجا لاجل ريح محرّكة
له فاذا وضعت الأرض عليه حال بين سطح الماء و بين تلك الريح و قد مرّ في كلامه
7 فى الفصل الثامن من فصول الخطبة الأولى ذكر هذه الرّيح و هو قوله
7: ثمّ أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها و أدام مربها إلى أن قال: