في تحقيق
الكلام في جواز المزاح و عدمه فأقول إنّ الأخبار في طرفي النفى و الاثبات كثيرة
جدا إلّا أنّ مقتضى الجمع بينها هو حمل أدلّة النّفى على الكثير منه الخارج عن حدّ
الاعتدال و أدلّة الجواز على القليل كما قال الشّاعر:
و يدلّ على
هذا الجمع الأدلّة المفصلة و السّيرة المستمرة، فانّ المشاهد من حالات النّبيّ
6 و الأئمة أنهم كانوا قد يمزحون إدخالا للسّرور في
قلب المؤمنين و مداراة للخلق و مخالطة معهم أو نحو ذلك، و كذلك نوّابهم القائمون
مقامهم من المجتهدين و العلماء العاملين، فانّهم مع كثرة زهدهم و شدّة ورعهم ربما
يمزحون و يدعبون.
و بالجملة
فالحقّ في المقام هو الجواز في الجملة للأدلّة الدّالة على ذلك قولا و فعلا و
تقريرا.
فمنها ما في
الوسائل عن الكلينيّ باسناده عن معمّر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن 7
فقلت جعلت فداك الرّجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون و يضحكون، فقال، لا
بأس ما لم يكن، فظننت أنه عنى الفحش ثمّ قال: إنّ رسول