بالشّقوة و النّدامة و الكرّة الخاسرة
إلى نار حامية لأهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم و فيها رغبتهم.
ثمّ قال: و
قال إذا استحقّت ولاية اللّه و السّعادة جاء الأجل بين العينين و ذهب الأمل وراء
الظهر، و إذا استحقت ولاية الشّيطان جاء الأمل بين العينين و ذهب الأجل وراء الظهر.
قال 7: و سئل رسول اللّه 6 أيّ المؤمنين أكيس؟ فقال:
أكثرهم ذكرا للموت و أشدّهم له استعدادا.
قال السّيد
(ره) و في الخبر أنّه لمّا خطب بهذه الخطبة اقشعرّت لها الجلود و ارعدت و بكت
العيون و اسكبت[1] و رجفت
القلوب و اضطربت و من النّاس من يسمّى هذه الخطبة الغرّاء.
أقول: و هى
حقيقة بهذه التسمية لكونها من خيار خطبه و شرايفها و وجوهها لما تضمّنه معناها من
الحكمة و الموعظة الحسنة و هى كافية في الهداية و الارشاد للطّالب الرّاغب إلى
الثّواب و وافية في مقام التحذير و الانذار للهارب الرّاهب من العقاب.
و لما اشتملت
عليه الفاظها من انواع المحسّنات البيانيّة و البديعيّة من الانسجاء و الترصيع و
التنجيس و السّجع و المقابلة و الموازنة و المجاز و الاستعارة و الكناية و غيرها.
و ناهيك حسنا
قوله 7 في هذا الفصل: هل من مناص أو خلاص أو معاذ أو ملاذ أو فرار أو
محار، و قوله فى الفصل الرّابع، فاتقوا اللّه تقيّة من سمع فخشع و اقترف فاعترف و
وجل فعمل إلى آخر ما قاله.
فانّك إذا لا
حظت كلّ لفظة منها وجدتها آخذة برقبة قرينتها، جاذبة لها إليها دالّة عليها بذاتها
و محسّنات كلامه غنيّة عن الاظهار غير محتاجة إلى التّذكار إذ تكلّف الاستدلال على
أنّ الشّمس مضيئة يتعب و صاحبه ينسب إلى