الأخبار الكثيرة أنّ للّه سبحانه ملكين
يسمّى أحدهما منكرا و الآخر نكيرا و كلّ تعالى السؤال إليهما.
و في بعض
الرّوايات أنّهما بالنّسبة إلى المؤمن مبشّر و بشير، و بالنّسبة إلى الكافر منكر و
نكير، لأنّهما يأتيان إلى المؤمن بصورة حسنة و يبشّرانه بالثواب و النّعيم، و
يأتيان إلى الكافر و المخالف بصورة نكرة مهيبة و يوعدانه بالعذاب و الجحيم.
روى في
الكافي باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه 7 قال: إنّ المؤمن إذا
اخرج من بيته شيّعته الملائكة إلى قبره و يزدحمون عليه حتّى إذا انتهى به إلى قبره
قالت له الأرض مرحبا بك و أهلا أما و اللّه لقد كنت احبّ أن يمشى علىّ مثلك لترينّ
ما أصنع بك فيوسع له مدّ بصره و يدخل عليه ملكا القبر و هما قعيدا القبر منكر و
نكير فيلقيان فيه الرّوح إلى حقويه فيقعدانه و يسألانه فيقولان له: من ربّك؟
فيقول: اللّه تعالى، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: الاسلام، فيقولان: و من نبيّك؟
فيقول: محمّد 6 فيقولان: و من امامك؟ فيقول: فلان، قال:
فينادى مناد من السّماء صدق عبدي افرشوا له في قبره من الجنّة و افتحوا له في قبره
بابا إلى الجنّة و البسوه من ثياب الجنّة حتّى يأتينا و ما عندنا خير له، ثمّ يقال
له: نم نومة عروس نم نومة لا حلم فيها.
قال 7: و إن كان كافرا خرجت الملائكة شيّعته إلى قبره تلعنونه حتّى إذا انتهى به
إلى قبره قالت له الأرض: لا مرحبا بك و لا أهلا أما و اللّه لقد كنت أبغض أن يمشي
علىّ مثلك لا جرم لتريّن ما أصنع بك اليوم، فتضيق عليه حتّى تلتقى جوانحه.
قال 7: ثمّ يدخل عليه ملكا القبر و هما قعيدا القبر منكر و نكير.
قال أبو
بصير: جعلت فداك يدخلان على المؤمن و الكافر في صورة واحدة؟