فقال 7: إنّ اللّه عزّ ذكره
بعث رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة اللّه و طاعته سبحانه فقالوا: إن فعلنا
ذلك فمالنا فو اللّه ما أنت باكثرنا مالا و لا بأعزّنا عشيرة قال لهم: إنّكم إن
أطعتموني أدخلكم اللّه الجنّة، و إن عصيتموني أدخلكم اللّه النّار، فقالوا: و ما
الجنّة و ما النّار؟ فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال: إذا متم،
فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما و رفاتا فازدادوا له تكذيبا و به استخفافا،
فأحدث اللّه عزّ و جلّ فيهم الأحلام فأتوا فأخبروه بما رأوا و ما أنكروا من ذلك،
فقال لهم: إنّ اللّه سبحانه أراد أن يحتجّ عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متّم
و إن بليت أبدانكم تصيرا لأرواح إلى عقاب حتّى تبعث الأبدان، هذا.
و بقى الكلام
في عموم سؤال القبر قال العلّامة المجلسي (ره) المشهور بين متكلّمي الاماميّة عدم
عمومه و اختصاصه بمحض المؤمن و محض الكافر و أنّه ليس على المستضعفين و لا على
الصّبيان و المجانين سؤال، و حكى عن الشّهيد (ره) انّه قال: إنّ السؤال حقّ اجماعا
إلّا في من يلقّن حجّته.
أقول: و يدلّ
على ذلك و على اختصاصه بالمؤمن و الكافر المحض الأخبار المتظافرة في الكافي و غيره
و سيجيء بعضها في ضمن الأخبار الآتية.
الثالث في
حالات الميت حين اشرف على الموت و حين ازهاق روحه و عند الغسل و التكفين و حمله
على سريره و اذا وضع فى قبره و كيفية السؤال فى القبر و ضغطة القبر و بعض عقوباته
فى البرزخ و مثوباته
و نحن نشرح
كلّ ذلك بما وصل إلينا في ذلك الباب من الأخبار المرويّة عن أئمّتنا الأطياب
الأطهار سلام اللّه عليهم ما تعاقب اللّيل و النّهار، فأقول:
أما حالة
الاحتضار
و أعني بها
حالة إشراف الميّت على الموت فهي حالة يلهو المرء فيها بكليّته