و يوضح ذلك ما رواه في الكافي باسناده عن
ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد اللَّه 7 عن قول اللَّه عزّ و جلّ:
هُوَ
الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ.
و قلت: أمّا
الأوّل فقد عرفناه، و أمّا الآخر فبيّن لنا تفسيره، فقال: إنه ليس شيء إلّا يبيد
أو يتغيّر أو يدخله التغيّر و الزوال أو ينتقل من لون إلى لون و من هيئة إلى هيئة
و من صفة إلى صفة و من زيادة إلى نقصان و من نقصان إلى زيادة إلّا ربّ العالمين
فانّه لم يزل و لا يزال بحالة واحدة، هو الأوّل قبل كلّ شيء و هو الآخر على ما لم
يزل، و لا يختلف عليه الصفات و الأسماء كما تختلف على غيره مثل الانسان الذي يكون
ترابا مرّة، و مرّة لحما و دما و مرّة رفاتا و رميما، و كالبسر الذي يكون مرّة
بلحا[1]، و مرّة
بسرا، و مرّة تمرا، فتتبدّل عليه الأسماء و الصّفات و اللَّه عزّ و جلّ بخلاف ذلك.
(و لا كان
في مكان فيجوز عليه الانتقال) أراد بذلك تنزيهه عن الكون في المكان
لاستلزامه الافتقار الذي هو من صفات الامكان و إذا لم يكن في مكان فلا يجوز عليه
الانتقال منه إلى غيره، إذ جواز الانتقال انما هو من شأن ذي المكان بل: