توضيح لها في ضمن الأخبار الآتية
استعاره (و تنفّسوا قبل ضيق الخناق) و هو استعارة لانتهاز الفرصة للعمل قبل تعذّره بطول الأجل و تعلّق
حبائل الموت و انشاب أظفار المنيّة و الفوت
(و انقادوا) لأوامر اللَّه سبحانه و نواهيه (قبل عنف السياق) أى قبل السّوق العنيف و هو
سوق ملك الموت بالجذبة المكربة التي تقدّمت الاشارة إليها في شرح الفصل السّابع من
فصول الخطبة الثّانية و الثمانين.
(و اعلموا
أنّه من لم يعن على نفسه حتى يكون له منها واعظ و زاجر لم يكن له من غيرها زاجر و
لا واعظ) يعني من لم يعنه اللَّه سبحانه على نفسه حتّى يجعل له منها واعظا و
زاجرا لم ينفعه الزّجر و الوعظ من غيرها.
و المراد
باعانة اللَّه له أن يعدّ نفسه النّاطقة لقبول الخيرات و يؤيّدها على نفسه
الأمّارة بالسّوء حتى تكون مقهورة عندها فيحصل له الاستعداد لقبول المواعظ و
الزواجر و يكمل له الانتفاع بها.
روى في
الوسائل عن محمّد بن إدريس في السّرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن أبي
حمزة الثمالي قال: كان عليّ بن الحسين 7 يقول:
ابن آدم إنّك
لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، و ما كانت المحاسبة من همّتك، و ما كان
الخوف لك شعارا و الحزن لك دثارا، ابن آدم إنّك ميّت و مبعوث و موقوف بين يدي
اللَّه عزّ و جلّ فأعدّ جوابا.
ايقاظ فى
ذكر نبذ من الاخبار الواردة فى محاسبة النفس و بيان كيفية المحاسبة فأقول:
روى في
الوسائل من الكافي باسناده عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الحسن الماضي 7 قال: ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فان عمل حسنا استزاد اللَّه و
إن عمل سيّئا استغفر اللَّه منه و تاب إليه.
و من الخصال
و معاني الأخبار للصدوق مسندا عن عطا عن أبي ذر ; في حديث قال: قلت: يا رسول
اللَّه فما كانت صحف إبراهيم؟ قال 6: كانت أمثالا
كلّها أيها الملك المبتلى المغرور إنّي لم ابعثك لتجمع الدّنيا بعضها على بعض،