أى آثركم و (جائلا خطامها) أى مضطربا غير
مستقرّ من الجولان و الخطام من الدّابة بالخاء المعجمة و الطاء المهملة مقدم أنفها
و فمها، و يطلق على الزمام، و هو المراد هنا باعتبار أنه يقع على الفم أو الأنف و
ما يليه، و منه الحديث كان خطام جمله 7 ليف و (البطان) حزام القتب يقال
أبطن البعير أى سدّ بطانه.
الاعراب
على حين فترة
للاستعلاء المجازى، و جملة و الدّنيا كاسفة النّور، منصوبة المحلّ على الحاليّة من
ضمير أرسله، و على حين اصفرار ظرف مستقرّ خبر ثان للدّنيا و يحتمل الحال أيضا و
جملة قد درست حال أيضا، و لعمرى جملة قسميّة، و قوله و ما أنتم اليوم ما حجازيّة
عاملة عمل ليس، و أنتم اسمها و ببعيد خبرها زيد فيه الباء كما تزاد في خبر ليس
مطّردا، و اليوم متعلّق به، و كذلك من يوم و جملة جهلوه صفة لشيئا.
و جملة و
حرموه حال من ضمير به و فيه دليل على عدم لزوم قد في الجملة الحالية الماضوية
المثبتة كما عليه جمهور علماء الأدبية، اللّهمّ إلّا أن يقال: إنّ الجملة في معنى
النفي إذ مقصوده 7 نفى الاصفاء عن المخاطبين و المحرومية عن الغائبين
معا و لذلك جيء بالواو و الضمير، و الفاء في قوله فلا يغرّنّكم فصيحة
المعنى
اعلم أنّ
مقصوده 7 بهذه الخطبة هو التذكير و الموعظة و التّنبيه عن نوم الغفلة و
التحذير من الغرور و الفتنة، و مهّد أوّلا مقدّمة متضمّنة للاشارة إلى حالة النّاس
حين البعثة و أيّام الفترة و أنّه سبحانه أرسل إليهم رسولا يزكّيهم و يعلّمهم
الكتاب و الحكمة و آثرهم بتلك النّعمة العظيمة و الموهبة الجسيمة بعد ما كانوا في
شدّة الابتلاء و المحنة و منتهى الاضطراب و الخشية و سوء الحال و الكابة، ليتذكّر
السّامعون بتلك النّعمة العظمى و المنحة الكبرى فيشكروا للّه و يلازموا طاعة
اللَّه و يسلكوا سبيل اللَّه سبحانه فقال 7:
(أرسله) أى محمّدا
6 (على حين فترة من الرّسل) أى على حين
سكون