الحقّ و لم تهنوا عن توهين الباطل لم
يتشجّع عليكم من ليس مثلكم، و لم يقومن قوى عليكم على هضم الطاعة و ازوائها عن
أهلها، لكن تهتم كما تاهت بنو اسرائيل على عهد موسى 7، و لعمرى
ليضاعفنّ عليكم البتّة بعدي أضعاف ما تاهت بنو اسرائيل و لعمرى أن لو قد استكملتم
من بعدى مدّة سلطان بني اميّة لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضّلالة و أحييتم
الباطل و خلّفتم الحقّ وراء ظهوركم، و قطعتم الأدنى من أهل بدر و وصلتم الأ بعد من
أبناء الحرب لرسول اللَّه.
و لعمرى أن
لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء و قرب الوعد و انقضت المدّة و بدا لكم
النجم ذو الذّنب من قبل المشرق، و لاح لكم القمر المنير، فاذا كان ذلك فراجعوا
التّوبة و اعلموا أنّكم ان اتّبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول 6 فتداويتم من العمى و الصّمم و البكم، و كفيتم مؤنة الطلب و
التعسّف و نبذتم الثقل الفادح من الأعناق، و لا يبعد اللَّه إلّا من أبى و ظلم و
اعتسف و أخذ ما ليس له وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ
يَنْقَلِبُونَ. هذا.
و رواها
المفيد في الارشاد عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللَّه 7 إلى قوله بل
للّه الخيرة و الأمر جميعا باختلاف كثير و زيادات كثيرة على رواية الروضة، و روى
قوله 7 لو لم تتخاذلوا عن نصرة الحقّ إلى آخر رواية الروضة في ضمن خطبة
اخرى رواها عن مسعدة عن أبي عبد اللَّه 7 عن أمير المؤمنين 7 قال انه خطبها بالكوفة و بينها و بين رواية الروضة أيضا اختلاف كثير من
أراد الاطلاع فليراجع الارشاد.
توضيح
«العرصات»
جمع العرصة و هي كلّ بقعة من الدّور واسعة ليس فيها بناء «أفاده اللَّه بعلمه» في
بعض النسخ بالفاء من أفدت المال أعطيته و في بعضها بالقاف