بناء على عود
الضّمير في حبّه إلى الطعام دون اللَّه سبحانه، و يحتمل أن يكون للاستعلاء المجازي
و المتعلّق محذوف و التقدير من خطاء هذه الفرق مبنيّا على اختلاف حججها، و في
دينها متعلّق بالخطاء، و جملة لا يقتصّون استيناف بيانيّ مسوق لبيان جهة الخطاء أو
جهة الاختلاف على سبيل منع الخلوّ فافهم جيّدا، و تحتمل الحالية و الأوّل أظهر، و
كانّ كلّ امرء من حروف المشبّهة و في بعض النّسخ بحذفها و اسقاطها، قال الشّارح
المعتزلي و هو حسن أقول: بل اثباتها أحسن و يظهر وجهه بالتّامّل.
المعنى
اعلم أنّ
مقصوده 7 بهذه الخطبة توبيخ النّاس و ذمّهم على اختلافهم في الدّين و
عدولهم عن الامام المبين و استبدادهم بالآراء و اعتمادهم على الأهواء فمهّد 7 أوّلا مقدّمة متضمّنة للتّخويف و التّحذير و التّنبيه و التّذكير و قال:
(أمّا بعد) حمد اللَّه
و الثّناء عليه و الصلاة على رسوله و آله (فانّ) عادة (اللَّه
سبحانه) قد جرت في القرون الخالية و الامم الماضية على أنّه (لم يقصم
حبّاري دهر قط) و لم يكسر عظام أحد منهم و لم يهلكهم (إلّا بعد تمهيل و
رخاء) أفلم تر أولاد سبا فلقد آتاهم اللَّه سوابغ الآلاء و روافغ النّعماء
و كان لهم في مسكنهم جنتان.