يقول 7 إنّ أمرنا صعب لا يهتدى
إليه العقول و الأنظار، و لا تدرك قعره الأبصار، و لا تغلغل فيه الأفكار، فلا يجوز
المبادرة إلى ردّ ما تأبى عنه العقول و الأفهام في حقّهم :، فانّ
حديثهم صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن
اللَّه قلبه للايمان.
تنبيه
لما كان هذا
الفصل من كلامه 7 مسوقا لاظهار مناقب الآل و مشتملا على فضايل العترة
الطّاهرين سلام اللَّه عليهم أجمعين أحببت أن أورد هنا شطرا من كراماتهم و
معجزاتهم و عجائب شئوناتهم المرويّة بالأسانيد الغريبة.
فمنها ما
في المجلّد التاسع من البحار
وجادة في بعض
الكتب قال: حدّثنا محمّد بن زكريا العلا قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصّفار
المعروف بابن المعافا عن وكيع عن زاذان عن سلمان الفارسي رضى اللَّه عنه قال:
كنا مع
مولانا أمير المؤمنين فقلت يا أمير المؤمنين أحبّ أن أرى من معجزاتك شيئا، قال
صلوات اللَّه عليه: أفعل إن شاء اللَّه عزّ و جلّ، ثمّ قام و دخل منزله و خرج إلىّ
و تحته فرس أدهم و عليه قباء أبيض و قلنسوة بيضاء، ثمّ نادى يا قنبر اخرج إلىّ ذلك
الفرس فأخرج فرس آخر أدهم فقال 7 اركب يا با عبد اللَّه.
قال سلمان:
فركبته فاذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه قال: فصاح به الامام صلوات اللَّه عليه
فتعلّق في الهواء و كنت أسمع خفيف أجنحة الملائكة و تسبيحها تحت العرش، ثمّ خطونا
على ساحل بحر عجاج مغطمط[1] الأمواج
فنظر إليه الامام شزرا فسكن البحر من غليانه فقلت له: يا مولاى سكن البحر من
غليانه من نظرك إليه، فقال صلوات اللَّه عليه: يا سلمان خشى أن آمر فيه بأمر.
ثمّ قبض على
يدي و سار على وجه الماء و الفرسان تتبعان لا يقودهما أحد، فو اللَّه ما ابتلّت
أقدامنا و لا حوافر الخيل.