(رَبَّنا
إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ و به جاهلين، فلا يجوز لك
أن تؤاخذنا بما لم نعلم و تعذّبنا بما لم نفهم، فطلب 7 منهم أن يثبتوا
له العذر فيما يلحقهم من العذاب و نكال العقاب لا لأنفسهم حيث أوضح لهم المحجّة
البيضاء و دلّهم على الطريقة الوسطى و هداهم إلى الشريعة الغرّاء.
كما أفصح
7 عن ذلك بقوله استفهام تقريرىّ (ألم أعمل فيكم
بالثقل الأكبر و أترك فيكم الثقل الأصغر) و هو استفهام تقريرىّ يقول 7 إنّي قد عملت فيكم بكتاب اللّه و بما فيه من الحلال و الحرام و الحدود و
الأحكام، و تركت فيكم عترة رسول اللّه 6 و حفظت وصيّته
بالاعزاز و الاكرام، و عبّر عنهما بالثقلين تبعا للحديث النبوىّ 6 المعروف بين الفريقين.
و إنما سمّيا
بذلك إمّا لعظم خطرهما و جلالة قدرهما من الثقل و هو المتاع النفيس، و إمّا لكون
العمل بهما ثقيلا[1] و إمّا
لأجل أنّ الثقل متاع المسافر و حشمه فكانّه 7 لما شارف الانتقال إلى
جوار ربّه تعالى جعل نفسه كالمسافر الذي ينتقل من منزل إلى منزل و جعل الكتاب و
العترة كمتاعه و حشمه، لأنّهما أخصّ الأشياء به، قاله الشارح المعتزلي.
و الأظهر ما
قلناه إذ متاع المسافر و حشمه يكونان معه و لا يخلفان بعده، هذا.
و أمّا تسمية
القرآن بالأكبر و العترة بالأصغر مع كون العترة أفضل من القرآن عندنا و كونهم
قيّمين له فقد قال الشارح البحراني: أشار بكونه أكبر إلى أنّه الأصل المتّبع
المقتدى به.
أقول: و ليس
بشيء إذ العترة أيضا أصل متّبع مقتدى، و يحتمل أن يكون و صفه به من جهة أنّه لما
كان معجزا للرسالة و سندا لها و الولاية و أساسا للدّين و سنادا للشرع المبين و
لولاه لم يثبت رسالة و لا شريعة و لا ولاية و لا دين و لا ايمان