المقتّلين[1]
و لا يندمل شيء من جراحاته، إلّا بسماعه أصوات المشركين بكفرهم فان بقى هذا
المؤمن على طاعة اللّه و ذكره و الصّلاة على محمّد و آله بقى إبليس على تلك
الجراحات، فان زال العبد عن ذلك و انهمك في مخالفة اللّه عزّ و جلّ و معاصيه
اندملت جراحات إبليس ثمّ قوى على ذلك العبد حتّى يلجمه و يسرج على ظهره و يركبه
ثمّ ينزل عنه و يركب ظهره شيطانا من شياطينه و يقول لأصحابه أما تذكرون ما أصابنا
من شأن هذا ذلّ و انقاد لنا الآن حتّى صار يركبه هذا ثمّ قال رسول اللّه 6 فان أردتم أن تديموا على إبليس سخنة عينه و ألم جراحاته
فداوموا على طاعة اللّه و ذكره و الصّلاة على محمّد و آله، و إن زلتم عن ذلك كنتم
اسراء إبليس فيركب أقفيتكم[2] بعض مردته هذا، و اللّه
المستعان و به الاعتصام في النّجاة من مكايد الشّيطان.
الثالث فى
تحقيق معنى الرجاء و الخوف على فى ما شرح البحرانى اخذا من احياء العلوم لابى حامد
الغزالى بتغيير و تصرف يسير
فاعلم أنّ
الرّجاء من جملة مقامات السالكين و حالات الطالبين، و هو ارتياح النّفس لانتظار ما
هو محبوب عندها فهو حالة لها تصدر عن علم و تقتضي عملا بيان ذلك أنّ ما يتصوّره
النّفس من محبوب أو مكروه فامّا أن يكون موجودا في الماضي أو في الحال أو يوجد في
الاستقبال، و الأوّل يسمّى ذكرا و تذكيرا، و الثّاني يسمّى وجدا لأنّها حالة تجدها
من نفسك، و الثّالث و هو أن يغلب على ظنّك وجود شيء في الاستقبال لنفسك به تعلق
يسمّى ذلك انتظارا
[1] المقتلين من باب الافعال اى المعرضين للقتل أو التفعيل لبيان
كثرة مقتولهم قال الجوهرى اقتلت فلانا عرضته للقتل و قتلوا تقتيلا شد للكثرة(
بحار)